الجيش في عيده: قواعد أميركية في لبنان للتدريب؟

وليد حسين
الأربعاء   2018/08/01
يختلف عيد الجيش هذا العام عن الأعوام السابقة (علي علوش)
يختلف عيد الجيش الـ73 هذا العام عن الأعوام السابقة، وتحديداً ما قبل العام 2017 الذي شهد اقرار الميزانية العامة بعد انقطاع دام نحو 12 عاماً، حيث كانت الدولة تنفق وفق القاعدة الإثني عشرية. ففي العام 2013، أي قبل عام من معركة عرسال، كانت ميزانية وزارة الدفاع لا تتخطى 1700 مليار ليرة، بينما وصلت في العام 2017 إلى أكثر من 2000 مليار، يذهب نحو 80% منها نفقات ورواتب وأجور، بينما يذهب نحو 20% للتجهيزات العسكرية.

ولعل أبرز التحديات التي يواجهها الجيش اليوم الحفاظ على الأمن، لاسيما بعد الأحداث الامنية الكثيرة التي حصلت في السنوات السابقة. فضلاً عن العمل على تطبيق الخطة الأمنية في البقاع، والتي برزت ملامحها في المداهمات التي حصلت في منطقة الحمودية أخيراً، وما تلاها من احتجاجات للأهالي عليها. فوفق المصادر العسكرية لم يكن الشعار الذي اتّخذه الجيش في عيده هذا العام "عيدنا يوم.. امنك كل يوم"، مجرد صدفة. هو شعار موجه إلى الداخل اللبناني كرسالة لإعطاء الأولوية للملف الامني، سواء أكان لناحية تعقب الخلايا الإرهابية، في حال وجدت، أو لناحية ملاحقة شبكات تجّار المخّدرات، إذ تضع القيادة الحالية هاتين المسألتين من ضمن أولوياتها.

واجه الجيش تحديات كبيرة في المرحلة السابقة، لاسيما في ظل الانقسام اللبناني حول الحرب في سوريا، الذي لم يمكّن الجيش من تولي مهماته الامنية بالشكل المطلوب. وقد برز ضعف تسليح الجيش وعدم وجود قرار سياسي لضبط الأمن أثناء معركة عرسال في العام 2014، إذ لم يكن الجيش يمتلك القدرات الدفاعية والهجومية التي تحققت لاحقاً.

اختلفت الظروف المحلية، إذ مهّد قائد الجيش جوزيف عون لعلاقات وثيقة مع آهالي عرسال، الذين كانوا يُتهمون بأنهم يشكّلون بيئة حاضنة للإرهاب، وبات هناك قبول كبير للجيش بينهم، واختلفت القدرات الذاتية عبر التجهيزات العسكرية المتطورة التي حصل الجيش عليها. بالتالي، تمكّن من تحقيق الانجازات، خلال معركة فجر الجرود في العام 2017، وفق المصادر العسكرية.

يتلقى الجيش مساعدات عسكرية من دول عدة، سواء أكان لناحية العتاد العسكري أو لناحية التدريب أو لناحية المساعدات العينية. لكن التسليح الأساسي يبقى أميركياً، رغم تصاعد الحملات لعدم تسليح الجيش مخافة وصول السلاح إلى حزب الله.

وهنا، تلفت المصادر إلى وجود بعض الجهات في أميركا التي تطالب بعدم تسليح الجيش. لكن وتيرة المساعدات الاميركية والعمل الذي تقوم به السفيرة الاميركية في بيروت تدحض الشائعات من إمكانية ذهاب السلاح لحزب الله. فثقة الادارة الاميركية بشخص القائد والجيش كبيرة، وتعتبر أن الجيش شريك استراتيجي لها ويشكّل خط الدفاع الاول في هزيمة الإرهاب. وأكّدت المصادر أن نسبة المساعدات التي يتلقاها الجيش من الجانب الاميركي تصل إلى نحو 90% من مجمل المساعدات. أما بالنسبة إلى التسليح الروسي الذي حكي عنه سابقاً، فتكشف المصادر أن الاعتماد بشكل اساسي هو على التسليح الاميركي، لاسيما أن الاميركيين يقدمونها مجاناً ودون طلب الحصول على مقابل، أي عكس المساعدات التي تريد تقديمها الجهات الاخرى سواء كانت روسية او غيرها.

لكن، هل فعلاً المساعدات الاميركية هي بدون مقابل؟ وماذا عن القواعد العسكرية التي يحكى عن أنها باتت بمثابة قواعد عسكرية أميركية في لبنان، مثل قاعدة عمشيت البحرية ومطار حامات ومطار رياق حيث يوجد خبراء وضباط أميركيون؟ وماذا عن الإشراف الاميركي المباشر على عملية فجر الجرود؟

لا وجود لقواعد أميركية في لبنان، ووجود الضباط والخبراء العسكريين الاميركيين والبريطانيين في تلك القواعد يأتي ضمن برامج التدريب التي يعمل عليها الجيش، وعندما تنتهي مهمتهم سيعودون إلى بلادهم، كما تؤكد المصادر العسكرية. أما عملية فجر الجرود فقد كانت بتحضير وإشراف مباشر من قبل قيادة الجيش، من دون إشراف أي جهة أخرى. فقد عمل الجيش على تحديد أماكن وجود المجموعات الإرهابية وطبيعة تسليحها وتحركاتها خلال أكثر من عامين، وعندما صدرت الأوامر نفّذ المهمة بإتقان.