الميناء: تسميم 40 من كلاب العم محمود

جنى الدهيبي
الأحد   2018/07/08
لم يستوعب العم محمود ما أصاب كلابه

استيقظت مدينة الميناء، صباح الأحد في 8 تموز 2018، على مجزرة مروعة بحقّ 40 كلباً في الأرض العروفة بأرض "عمو محمود" الثمانيني. وهو محمود يوسف الذي يعيش في هذه الأرض وحيداً، ويقوم برعاية 94 كلباً، يعاونه عدد من الشباب والشابات.

وفي تفاصيل المجزرة، فإنّ كلاب "عمو محمود" جرى تسميمها عن طريق الدجاج الذي وُضع في المنطقة التي تتنقل فيها الكلاب. وفي اتصالٍ مع "المدن"، تشير الشابة زينب رزوق التي تقوم بمساعدة محمود في رعاية كلابه، إلى أنّ المجزرة نفذها متسللون إلى الأرض، عند الثالثة فجراً. فـ"عند مرور عدد من أصدقائي صدفةً في الأرض فجراً شهدوا على المجزرة، التي أودت بحياة 40 كلباً، وهناك 30 كلباً مفقوداً ويجري البحث عنها، فيما نسعى إلى معالجة 20 كلباً في خطر جراء التسمم".

تشير رزوق إلى أنهم في الفترة الماضية تلقوا عدداً هائلاً من الاتصالات من جهات مجهولة، تهدد العمّ محمود بقتل كلابه في حال عدم خروجه من الأرض. فما السبب؟

سبق أن أجرت "المدن" تحقيقاً مفصلاً عن الأرض التي يعيش فيها العم محمود، التي استأجرها والده منذ نحو 130 عاماً، وهو يتعرض للابتزاز ومضايقاتٍ كثيرة من أصحابها، وأشخاص يريدون شراء الأرض بالقوّة، لاخضاعها إلى مشروع الضمّ والفرز هناك. إلى ذلك، تؤكد رزوق أنّهم لا يعرفون هوية الأشخاص الذين يقومون بهذه التهديدات. لكن في طبيعة الحال، تتوجه أصابع الاتهام إلى "الطامعين" بالاستلاء على الأرض والكلاب أيضاً.

في المقابل، ثمّة من يبرر تسميم الكلاب لكونها شاردة ومفترسة تتهجم على المارة، وأنّها تشكل خطراً على أهالي المنطقة. لكنّ رزوق تؤكد أنّ جميع هذه الكلاب أليفة ولا تقوم بمهاجمة أحد، كما أن عدداً من الأطفال يقصدونها للعلب معها، وهي تعرضها بشكلٍ دوري على طبيبين بيطريين، وتملك دفتراً صحيّاً لها.

هذه المجزرة، أثارت غضباً عارماً في المدينة، فانطلقت حملات التضامن مع العم محمود على مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً بفعل الجناة. وعلى الفور، طلب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا من النائب العام الاستئنافي في الشمال ملاحقة المتورطين لتوقيفهم، وفتح محضر بهذا الخصوص، تمهيداً لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وتحويلهم إلى القضاء المختص. وطلب نهرا من البلديات مكافحة الكلاب الشاردة بالطرق الانسانية، عن طريق جذب المختصين والفنيين ذوي الخبرات في الثروة الحيوانية للتعامل مع هذه الظاهرة بالطرق العلمية المعتمدة في مختلف البلدان الحضارية، من أجل وضع حل لهذه الظاهرة.

وفيما لم يستوعب بعد العم محمود ما أصاب كلابه، وهو في حالة حزنٍ شديد، أصدرت بلدية الميناء بياناً أفادت فيه أنها سبق أن أرسلت كتابين إلى المحافظ نهرا بخصوص موضوع الكلاب الشاردة في الأول من شباط المنصرم والثاني في شهر حزيران، وذلك بعد تكاثر الشكاوى من المواطنين على بعض هذه الكلاب المفترسة. واستنكرت ما حصل مع كلاب العم محمود، وطلبت من الأجهزة الأمنية والمراجع المختصة إتخاذ الإجراءات لمعرفة الفاعلين. وأعلنت جهوزيتها التامة لتنفيذ المطلوب منها لتدارك عدم حصول هذا الأمر مجدداً.