لأن الجيش لم ينزع سلاح حزب الله: رد أميركي

سامي خليفة
الأربعاء   2018/06/06
تجاوزت قيمة المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني 1.7 مليار دولار (Getty)

بعد الانتخابات النيابية اللبنانية، أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في مؤتمر سنوي في هرتزيليا، قلقه من سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية المتمثلة بالحكومة والجيش. ويبدو اليوم، كما تنقل وكالة بلومبرغ الإخبارية الأميركية، أن الولايات المتحدة بدأت تأخذ كلام ليبرمان في الاعتبار.

عادةً ما تكون المساعدات العسكرية الأميركية مربحة للجانبين، إذ تتلقى الدولة التدريب والأسلحة، وفي المقابل تحصل الولايات المتحدة على النفوذ في جيش أجنبي. وهذا ما جرى من خلال الدعم العسكري الأميركي السنوي لمصر بعد معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل في العام 1978، التي كانت بمثابة انقلاب استراتيجي لأميركا التي حلت محل الاتحاد السوفياتي باعتبارها راعياً لجيش مصر القوي.

في الحالة اللبنانية، وبعدما تجاوزت قيمة المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني 1.7 مليار دولار، يبدو اليوم أن كثيرين في الكونغرس، كما تنقل الوكالة، يؤيدون وجهة نظر ليبرمان. وهم مستعدون لشطب العلاقة الأميركية مع الجيش اللبناني، خصوصاً أن ترسانة حزب الله في جنوب لبنان قد نمت بينما الولايات المتحدة دعمت الجيش اللبناني خلال ثلاث إدارات.

كان الهدف الأصلي لمساعدات أميركا للجيش اللبناني، خلال إدارة جورج دبليو بوش، هو مساعدة الجيش اللبناني على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية. لكن في السنوات الماضية، لم يحقق الجيش اللبناني أي تقدم في نزع سلاح حزب الله. ما دفع، وفق الوكالة، السيناتور الجمهوري والمشرع القانوني تيد كروز ليرفق تعديلاً على مشروع قانون تفويض مجلس الشيوخ يطلب من وزارتي الدفاع الأميركية والخارجية تقييم مدى استيفاء الجيش اللبناني شروط الدعم الأميركي. وهو يريد في البداية إنهاء التمويل الأميركي بالكامل، وفقاً لمسؤولين في مجلس الشيوخ والبنتاغون.

وتنقل الوكالة عن طوني بدران الزميل الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن تعديل كروز مهم لأنه "بشكل لا يصدق، حتى هذه اللحظة، كانت المساعدات تُرسل إلى لبنان بلا محاسبة. أما الآن، كما هي الحال عادةً، تسأل الولايات المتحدة عن الذي ترسله لتقييم الاهتمام الأميركي في لبنان". أضاف: "الارتباك بشأن أهداف الدعم الأميركي للجيش اللبناني هو في الأساس خطأ إدارة باراك أوباما. عندما سمحت إدارة جورج دبليو بوش بأول مساعدة عسكرية كبيرة إلى الجيش اللبناني، بعد ثورة 2005 التي طردت الجيش السوري من لبنان، كان الهدف هو إنشاء مؤسسة أقوى من الميليشيات التي شاركت في الحرب الأهلية في البلاد بين عامي 1975 و1990. وبشكل خاص بعد حرب إسرائيل مع لبنان في العام 2006، كان هدف المساعدة الأميركية إلى الجيش اللبناني هو ترويض حزب الله".

مع وصول تقرير كروز، من المرجح أن يقرر الكونغرس وفق الوكالة تخفيض المساعدات العسكرية الأميركية إلى الجيش اللبناني بشكل كبير في العام 2019. والسؤال المطروح الآن هو إذا ما كان هذا النوع من الضغط سيعمل على إبقاء الجيش اللبناني مستقلاً عن حزب الله، على الأقل، في جنوب لبنان. وفي هذا الخصوص، تقول دانييل بليتكا، من معهد أميريكان انتربرايز، للوكالة إن "المشكلة بالنسبة إلينا هي أننا نعامل الدولة اللبنانية كأنها تقدم لنا معروفاً. لكن، يجب أن نعلم الدولة اللبنانية أنه إذا كانت الولايات المتحدة لا تستطيع اثبات عدم تعاونها مع منظمة إرهابية مسؤولة عن مقتل أميركيين، فإننا سنقطع الدعم عنها".

وتخلص الوكالة إلى القول إنه طوال نحو عقد من الزمن تجنبت القوات العسكرية الأميركية والجيش اللبناني الدخول في هذا النوع من الجدل. لكن بفضل السيناتور كروز، سيتحتم عليهما الآن دخوله.