من خان بطرس حرب؟

باسكال بطرس
الثلاثاء   2018/05/08
مفاجأة البترون كانت بخسارة النائب بطرس حرب مقعده (خليل حسن)
هي فعلاً معركة رئاسة الجمهورية خاضتها دائرة الشمال الثالثة. معركة "كسر عضم" دارت بين القيادات المارونية لإثبات وجودهم وزعامتهم في الطائفة. إلا أنّ نتائج الاقتراع لم تبرز زعيماً على حساب آخر، بل أخذ كلّ منهم حجمه لتظهر معادلة "توازن قوى" بين كل من تيار المردة، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.


بعد يوم انتخابي طويل تميز بالهدوء خرقته اشكالات ادارية تمت تسويتها سريعاً، أقفلت صناديق الاقتراع في دائرة الشمال الثالثة بنسب اقتراع نهائية بلغت 42.82%، وقد بلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 249454 ناخباً اقترع منهم 106788. أعلى نسبة سُجّلت في قضاء البترون 49.93%، ثم زغرتا 41.88% فالكورة 41.18% وبشري 37.60%.

مفاجأة البترون كانت بخسارة النائب بطرس حرب مقعده بعدما نال نحو 7 آلاف صوت فقط، وذلك بعد مسيرة نيابية طويلة كان فيها أكثر البرلمانيين نشاطا على الصعيد التشريعي. حرب طمأن قاعدته الشعبية "أننا خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب". ولفت إلى أنّ "بعض الخونة طعنونا في الظهر فانتصروا علينا، لكن من يربح جولة لا يعني أنه ربح الحرب. إذا غدرنا الزمان مرّة سنغدره مرّات".

في المقابل، تمكّن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من الفوز بأحد المقعدين البترونيين وحلّ أولاً في هذه الدائرة، بنسبة 39,89%، بعدما سبق أن خسره مرتين على التوالي في دورتي 2005 و2009، وفاز إلى جانبه مرشّح القوات فادي سعد.

لطالما شكّل حرب منافساً شرساً حاول الآخرون الغاءه من دون نتيجة. ولا شك أنّ تحالفه مع تيار المردة والنائب سليمان فرنجيه شكّل خطراً على الفريقين، اللذين حاولا محاربته بشتى الوسائل، المشروعة وغير المشروعة أبرزها الرشى الانتخابية. وفي المحصلة، نجح الحزبان باسقاط أحد أبرز النواب "المُستقلين"، بعد رفض بعض مناصري حلفائه على اللائحة المردة والحزب القومي السوري الاجتماعي منحه أصواتهم التفضيلية. فصوّتوا للائحة من دون الصوت التفضيلي. ما لم يسمح بتأمين الحاصل في البترون، بالتالي أهل كل من فايز غصن وسليم سعادة للفوز في الكورة.

غير أنّ شيئاً لم يهزّ زعامة فرنجية أو ينافس موقع قضاء زغرتا السياسي. وقد تمكّنت لائحة معاً للشمال ولبنان المدعومة من المردة بالتعاون مع الحزب السوري من الفوز بأربعة مقاعد من أصل عشرة في الدائرة، مقابل تعادل لائحتي الشمال القوي المدعومة من التيار الوطني الحر ونبض الجمهورية القوية المدعومة من القوات، بثلاثة مقاعد لكليهما.

ففاز عن لائحة معاً للبنان والشمال كلٌّ من طوني فرنجيه واسطفان الدويهي (المردة) في زغرتا، وكلٌّ من فايز غصن (المردة)، وسليم سعادة (القومي) في الكورة.

وفي وقت فاز عن لائحة الشمال القوي، كل من باسيل عن البترون، وميشال معوض في زغرتا، وجورج عطالله في الكورة، فاز عن لائحة نبض الجمهورية، كل من ستريدا جعجع وجوزيف اسحق في بشري، وفادي سعد في البترون.

ولأنّ تركيز القوّات كان على قضاء البترون، وقع النائب فادي كرم ضحية القانون الانتخابي الذي وصفه الجميع بـ"الهجين"، رغم أن كرم حاز على أعلى نسبة من الأصوات في قضاء الكورة. كما خسر مُرشّح تيار المستقبل وفريد مكاري في القضاء، النائب نقولا غصن، رغم كل الجهود التي بذلت لانجاحه.