هذه شيفرة ماكينة المستقبل في بيروت2

وليد حسين
الأحد   2018/05/06
كان واضحاً ضعف أداء رؤساء الأقلام (علي علوش)

يبلغ عدد المراكز الانتخابية في دائرة بيروت الثانية 48 مركزاً، تحتوي على 567 قلم اقتراع ويصل عدد الناخبين إلى نحو 353 األف ناخب، وقد وصلت نسبة الاقتراع حتى منتصف اليوم إلى نحو 24%. ووفق مندوبي الماكينات الانتخابية تعتبر هذه النسبة مرتفعة. يشي هذا الاقبال من الناخب البيروتي بأن نسبة الاقتراع ستكون مرتفعة جداً هذا العام. ما يعني أن يرجّح أن يكون تيار المستقبل قد نجح في شدّ العصب. لكن كثرة المندوبين، لاسيما للائحة لبنان حرزان قد تحدث مفاجآت في المساء.

في ظل هذا العدد الكبير من الناخبين في العاصمة وخوف تيار المستقبل من اقدام الناخبين على التصويت بكثرة للرئيس سعد الحريري وعدم توزيع الأصوات التفضيلية على بقية مرشحي اللائحة، لجأت الماكينة الانتخابية للمستقبل إلى توزيع الأصوات التفضيلية على المرشحين بحسب مراكز الاقتراع.

فقد علمت "المدن" من بعض مندوبي المستقبل ومن بعض المواطنين أن هناك تعميماً على الناخبين بالاقتراع للمرشح الذي توجد صورته على "كنزة" المندوبين الموجودين على أبواب مراكز الاقتراع. فعلى سبيل المثال، جرى التعميم على الناخبين للاقتراع إلى الرئيس تمام سلام والمرشح ربيع حسونة في مدرسة العاملية للبنات. وفي مدرسة رياض الصلح ومدرسة راس النبع الثانية للبنات للوزير نهاد المشنوق. وفي ابتدائية علي بن أبي طالب للمرشح زاهر عيدو. وفي مدرسة خالد بن الوليد للرئيس سعد الحريري.

الهدوء الأمني وسيطرة القوى الأمنية على معظم شوارع العاصمة وعملية ضبط تدفق الناخبين إلى مراكز الاقتراع، خرقتها فوضى من نوع آخر تمثلت بفي عدم معرفة معظم رؤساء الأقلام واجباتهم والقوانين الناظمة للعملية الانتخابية. فلم يقتصر الأمر على منع صحافيي "المدن" من التصوير، كما حصل في القلم رقم 301، في ثانوية المقاصد الإسلامية للبنين، بل تعداه إلى منعهم حتى من الدخول إلى قلم 272 في مدرسة خالد بن الوليد في منطقة البربير، حيث أقدم رئيس القلم "الغاضب" على اقفال الباب ومنع الناخبين من دخول القلم المذكور، إلى حين تدخل القوى الأمنية واعادة الأمور إلى نصابها.

جالت "المدن" على أكثر من 10 مراكز اقتراع في دائرة بيروت الثانية. وبدا واضحاً أن جميع رؤساء الأقلام لم يعينوا معاونين لهم من الناخبين الموجودين في الصباح على أبواب أقلام الاقتراع. والطامة الكبرى كانت في مدرسة رياض الصلح، التي تحتوي على 13 قلم اقتراع، حيث أن جميع رؤساء الأقلام لا يعلمون أنه يجب عليهم أن يختاروا معاونين من الناخبين في الصباح.

سقوط بعض أسماء الناخبين الذين لم ترد أسماؤهم في لوائح الشطب بدا عادياً، ومثله ورود أخطاء في أرقام الهويات. وقد رصدت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات مخالفات عدّة. في تعليق أولي من الجمعية، يعتبر عضو الهيئة الادارية عمار عبود أن المخالفات هذا العام بالجملة وغير مسبوقة. ففي معظم الدوائر الانتخابية يجري التفاف على الاصلاح الانتخابي المتمثل بقسيمة الاقتراع المطبوعة سلفاً. إذ تعمد الماكينات الانتخابية إلى مرافقة الناخبين إلى وراء العازل إما بحجة أن الناخب لا يعرف القراءة أو بحجة أنه من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ورصدت الجمعية ضعفاً كبيراً في أداء رؤساء الأقلام وكيفية ادارة العملية الانتخابية. ومرد الأمر إلى أن تدريبهم جرى على عجلة ومن قبل متدربين لا مدربين، وفق عبود.