نساء برجا نجمات الانتخابات

هدى حبيش
الأحد   2018/05/06
بدا انتماء أهالي برجا لبلدتهم أكبر من أي انقسام (هدى حبيش)

بدأ نهار بلدة برجا، في دائرة الشوف- عاليه الانتخابية، هادئاً وطبيعياً. وهو أمر غير متوقّع في بلدة يفترض أنها كانت غاضبة على غياب تمثيلها في لائحة تيار المستقبل. وقد طغت، في بداية اليوم، حركة المندوبين، الذين ينسقون مع بعضهم عبر الهواتف، ويتصلون بناخبين يعرفونهم، هم أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم، ويدعونهم إلى الانتخاب، ممازحينهم بالتهديد والوعيد.

لكن، مع تقدّم ساعات النهار بدأت ملامح برجا المعتادة بالظهور. إذ اكتظت شوارع البلدة، خصوصاً على الطريق المؤدية إلى المراكز الانتخابية، بالناخبين والسيارات. تحوّلت البلدة الهادئة إلى عيد أو مناسبة عامة يتجمع فيها الجيران والأقارب لقضاء اليوم على جوانب الطرقات مدخنين النرجيلة ومتبادلين الأحاديث مع المارة، بينما يأكلون ساندويشات الشاورما والدجاج من أحد المطاعم القريبة. واستغل الذين يعيشون بالقرب من المراكز الانتخابية شرفاتهم وسطوح بيوتهم لمشاهدة الحدث مع أصدقائهم وأقاربهم.

لكن بطل اليوم الانتخابي في برجا هو النساء اللواتي شاركن بالانتخاب بشكل مساوٍ للرجال، إن لم يكن أكثر. إذ شهد المركز المخصص للنساء (التكميلية الرسمية للبنات) أكبر نسبة ازدحام، وهو "مركز معروف بجمعه أكبر نسبة إقتراع"، وفق أحد أبناء البلدة. بالإضافة إلى ذلك، شاركت النساء من مختلف الأعمار في الماكينات الانتخابية للوائح بشكل كبير. ومنهن من قدن سيارات تدعم اللوائح بالشعارات والموسيقى والزمامير.

يستمتع زائر البلدة في هذا اليوم بنقل ميسّر، عام ومشترك. إذ تجري العادة في برجا أن تقوم اللوائح باستئجار بعض السيارات العمومية والفانات لنقل الناخبين والمندوبين من مركز إلى آخر من دون مقابل. أما الهتافات والموسيقى فبقيت محدودة تحت إشراف الجيش اللبناني الذي حاول ضبطها، رغم بعض الاستثناءات.

فتح المرشح ضمن لائحة ضمانة الجبل اللواء علي الحاج بيته للزوار، باعتباره "المرشح البرجاوي". ما يعطيه حظوظاً أوفر بالفوز، رغم أنه لا ينتمي إلى اللائحة الأقوى. فهل يستطيع الحاج الحصول على مقعد سني؟ لم يملك أحد إجابة لهذا السؤال في الشارع البرجاوي.

ورغم حدّة المنافسة، فإن انتماء أهالي برجا لبلدتهم بدا أكبر من أي انقسام. فلم تشهد الشوارع، رغم اكتظاظها أي سجال أو خلاف يذكر بين أبناء البلدة. بل على العكس من ذلك، انتشر "التزريك" اللطيف والخفيف بين المارة والسائقين والجالسين على الأرصفة على شكل نكات وقهقهات عالية تؤكد أن البلدة ستستيقظ غداً بشكل طبيعي، تتعامل مع مشكلاتها اليومية كما كانت من دون أن يتغير شيء في واقعها، شأنها شأن البلدات والمدن اللبنانية الأخرى.