أين بولا يعقوبيان؟

مريم سيف الدين
الجمعة   2018/05/25
تراهن يعقوبيان على إقناع مجموعات التحالف بها (مصطفى جمال الدين)

لبكتان أحدثتهما النائب بولا يعقوبيان في وقت قياسي. الأولى في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، عندما تم تجاهل صوتها. والثانية، بعدها بساعات، حيث غردت عبر حسابها في تويتر خارج سرب المعارضة، معلنة أنها ستستمزج رأي تحالف كلنا وطني وحزب سبعة في تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة، شرط أن تتمثل المرأة في الحكومة بنسبة 25%، تاركة القرار في أمور أخرى للبيان الوزاري وجلسة الثقة. ما أجبر الجهتين على إصدار بيانين لتوضيح موقفهما.

عن اللبكة الأولى، تقول يعقوبيان في حديث إلى "المدن" إن هناك من اتصل قبل يوم بالنائبين سامي فتفت وطوني فرنجية وأبلغهما بقراءة الأسماء المختلفة بهذا الشكل. أما اللبكة الثانية فأصابت المجتمع المدني نتيجة التغريدة. وهنا تقول يعقوبيان إن كل شخص يريدها على ذوقه.

"أنا أمثل معارضة إيجابية تريد أن ترى نتائج وتصوب الأداء، لا معارضة لمجرد المعارضة. فالمعارضة السلبية تخدم السلطة. أما الإيجابية فهي تلك التي ينتظرها الناس. فرفع الصوت أمر سهل لكن الناس تريد نتائج واستمرارية في العمل. ونحن نرفض أن نكون صرخة في واد. فالمعارضة التي تبقى كذلك لن تؤدي إلى أي مكان".

يعقوبيان البراغماتية تعلن أنها قد تمنح الحكومة المقبلة الثقة، شرط تحقيق مكسب. فـ"المعارضة الإيجابية" تقتضي القيام بمسائل مشروطة تدفع المعنيين إلى تقديم تنازلات لمصلحة الناس، عكس المعارضة السلبية التي تقوم على رفض كل شيء.

ورغم البحث عن مكاسب للمعارضة، إلا أن ممثلة المجتمع المدني رفضت عرضاً بالتوزير من قبل جهة لم تسمها. إذ ترفض فكرة المشاركة في السلطة مقابل السكوت عن ممارسات بقية أعضائها. فهرطقة أن يكون الشخص وزيراً ومعارضاً في الوقت نفسه.

رئيس الجمهورية ميشال عون المسؤول الوحيد الذي قابلته يعقوبيان حتى اللحظة. ووصفت اللقاء بالايجابي، اذ تلقت منه وعوداً بتقديم أداء جيد، وتظهر تفاؤلها بوعوده، التي تعهد بالنزول قبلها إلى الشارع في حال عدم تنفيذها.

لكن المستغرب أن تحالف وطني لم يحدد بعد آلية أو إطاراً واضحاً للتنسيق مع النائب الوحيد، الذي عبر إلى المجلس على لوائحه. وتشير يعقوبيان إلى أنها تسعى للتواصل معهم لطلب ذلك، في ظل حرصها على عدم تفكك التحالف، بل تطمح إلى توسعته ليصبح جبهة معارضة عريضة، توحد المعارضين من الشخصيات التي لم تكن يوماً في السلطة، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حول هدف تقديم بديل من السلطة الحالية. فالتفاصيل الخلافية يجب تأجيلها إلى ما بعد الوصول إلى السلطة، لأن المشكلة الحقيقية اليوم هي أحزاب السلطة التي تتحكم بكل شيء. و"كسب ثقة الناس بحاجة إلى مشهد قوة".

في المجلس ستعمل يعقوبيان مع من يعمل معها. وستبدأ بمشروع مكافحة الفقر الموضوع في الأدراج والذي قدمه النائب السابق روبير فاضل. كما طلبت الدخول إلى لجنتي الإدارة والعدل، والإعلام والاتصالات.

شعار "كلن يعني كلن" الذي انطلق من الشارع صيف 2015، تردده يعقوبيان معلنة عدم استثناء أحد من المحاسبة والمساءلة، ومن ضمنهم الحريري. وتقول إن أشرس جمهور يهاجمها عبر السوشل ميديا هو جمهور تيار المستقبل. وإذ يعيّرها هذا الجمهور بقلة الوفاء، ترد بالقول: "أنا وافية ومكترة. فقد بقيت في تلفزيون المستقبل وفاءً عندما مر بأزمات، رغم حصولي على عروض أفضل، وغادرته حين لم يكن في أزمة، وقد قمت بأكبر ضرب وفاء مع الحريري، وهو المقابلة التي أجريتها معه في الرياض حيث كنت بمنتهى الأخلاق المهنية والإنسانية وقمت بأفضل مقابلة للمساهمة بإخراجه من الوضع الذي كان فيه حين لم يستقل بإرادته".

وإذ تكرر نظرية "المعارضة الإيجابية"، تراهن على إقناع مجموعات التحالف بها، في انتظار أن يقنعوها بالعكس في حال عدم الاقتناع. فهي ترفض المعارضة لمجرد المعارضة، مع ذلك ستحاول ارضاء الجميع رغم وجود مجموعات عبثية، وفق قولها.