هكذا تعمل ماكينة شمص- القوات- المستقبل

لوسي بارسخيان
الأحد   2018/04/08
الهاجس الأول بالنسبة إلى هذه الماكينة هو رفع الحاصل الانتخابي (لوسي بارسخيان)

تصعّب الهيمنة المشهدية للائحة "الأمل والوفاء" ومرشحيها على طريق بعلبك الدولية، مهمة الماكينات الانتخابية في اختراق شوارعها بصور المرشحين المنافسين، لولا بعض "الجزر" الضيقة، التي تؤشر إلى حضور هؤلاء في "الساحة الانتخابية".

فأمام ماكينة انتخابية متكاملة وموحدة ومتمرسة، يخوض "ائتلاف" القوات اللبنانية وتيار المستقبل وبعض العشائر تجربته الأولى في بعلبك، في ظل قانون انتخابي يحتم فيه الصوت التفضيلي عملاً فردياً لإظهار قوة كل من مرشحي اللوائح وأحزابهم في المنطقة، حتى لو حكم ناخبيهم بمغادرة مدينتهم، ومقاطعة انتخاباتها لسنوات طويلة.

عليه، بدلاً من الماكينة الانتخابية يمكن الحديث عن 3 ماكينات للائحة "الكرامة والانماء" التي تخوض المعركة "الأشرس" بمواجهة هيمنة الثنائي الشيعي على المشهد الانتخابي في بعلبك. إذ تعمل ماكينتا القوات والمستقبل على رفع الحاصل الانتخابي أولاً، فيما الماكينة الثالثة التي يديرها شقيق رئيس اللائحة يحيى شمص تجهد في أوساط العشائر لتحقيق خرق شيعي بالصوت التفضيلي.

تدل صورة كبيرة رفعت لشمص على مدخل بلدة دورس في بعلبك إلى مكاتب ماكينته. نشأ المكتب بعد إعلان اللائحة، الذي كان النشاط المشترك الأول والوحيد حتى الآن بين مرشحيها. ومع أن مرشح تيار المستقبل بكر الحجيري، يصف الماكينة بأنها للائحة، يغيب أفرادها عن المكتب حتى في صورة جامعة.

لا امكانية "مالية" لهذه الماكينة، كي تعمل لكل مرشحي اللائحة، كما يقول يحيى شمص لـ"المدن". ويشير إلى أن لائحته تشكل "تحالفاً انتخابياً وليس سياسياً. من الطبيعي أن ننسق في بعض الأمور اللوجستية، إنما لا تنسيق مالياً أو ما شابه. ما يحافظ على استقلالية كل مرشح، حتى في قراره السياسي".

تؤشر حركة شمص إلى نشاط بارز لماكينته، في تحديد الزيارات واللقاءات الانتخابية. فالرجل، كما يصفه المرشح عن القوات اللبنانية انطوان حبشي، "يملك حيثية شعبية واقعية، تجعل طموحه بالخرق أقرب إلى الواقع". وتبدو حركته أسهل في تأمين المندوبين. إذ يتحدث شمص عن نحو ألفي مندوب توفروا له حتى الآن، يمكن أن يغطوا أقلام الاقتراع في يوم الانتخاب، حتى لو شكل عددهم خُمس عدد المندوبين المتوفرين للائحة المقابلة.

تأمين مثل هذه التغطية يحتاج إلى جهد أكبر بالنسبة إلى القوات، التي تعاني صعوبة في تشكيل ماكينتها من أهالي بعلبك. فبعض ناخبي الدائرة لم يتعرفوا إليها منذ غادرتها الأجيال السابقة، واعداد منتشريها في مختلف المناطق اللبنانية أكبر بكثير من عدد المقيمين فيها. ولولا صور حبشي في بلدته دير الأحمر، التي تشكل خزان القوات في المنطقة، سيظن المراقب أنها كما في الدورات السابقة غير معنية بهذه الانتخابات. عليه، تنشط ماكينة حبشي من بيروت تحديداً، حيث يوزع هو نشاطه مع الناخبين أيضاً، إضافة إلى زيارته المتكررة إلى بلدته، من أجل حث الناخبين على التوجه إلى أقلام الاقتراع، مع محاولات تجريها القيادة المركزية للقوات لتأمين التسهيلات، بعدما استكملت عملية المسح لأبناء المنطقة، ووسعت دائرة الاتصالات بهم لتحديد مواقعهم.

الهاجس الأول بالنسبة إلى هذه الماكينة هو رفع الحاصل الانتخابي، الذي يؤمن تلقائياً الصوت التفضيلي لحبشي. وقياساً إلى الحماسة التي يلمسها حبشي عند من يلتقيهم، فإنه يتوقع أن يزور بعض أبناء بعلبك منطقتهم للمرة الأولى هذه السنة، من أجل الادلاء بأصواتهم.

يصر حبشي على أن التنسيق بين ماكينات أطراف اللائحة قائم على أكثر من صعيد لوجستي. غير أنه رغم حديث مرشح تيار المستقبل حسين الصلح عن تحضيرات تجريها الماكينات لإقامة مهرجان انتخابي يظهر القوة الشعبية للائحة، يعتبر حبشي أن التعبير الأصدق عن الحضور الشعبي للقوات سيكون في صناديق الاقتراع.

وعلى ضفة تيار المستقبل، استقرت ماكينته في مقر منسقيته في عرسال، حيث الخزان السني الأكبر الرافد لهذه الانتخابات. وفي إقامة الماكينة في عرسال تحديداً، رسائل موجهة إلى أهل البلدة الذين عانى المستقبل من تشتت أصواتهم في الانتخابات البلدية الماضية، من دون أن يعني ذلك أن وجهة الصوت التفضيلي صارت واضحة بالنسبة إليه.

فكما القوات يعمل المستقبل في هذه المرحلة على رفع الحاصل الانتخابي، ويتواصل مع الناخبين بالطريقة "الكلاسيكية"، كما يقول المرشح بكر الحجيري، إنما من دون تنسيق حتى الآن مع بقية مكونات اللائحة. ما يحمل الحجيري مسؤوليته لرئيس اللائحة.

أما بالنسبة إلى الصوت التفضيلي، فسيحدده، وفقاً للصلح، "مدى تفاعل الناخبين مع المرشَحين"، إلى أن يحسم لمصلحة أحدهما، خصوصاً أن المستقبل لا يمكنه ديموغرافياً أن يتحمل تشتت صوته التفضيلي. عليه، على خلاف الصور الشخصية للمرشحين شمص وحبشي، لا يحضر المستقبل في بعلبك إلا من خلال "الخرزة الزرقاء"، التي يتوقع أن تؤمن التزاماً "مبدئياً" من ناخبيه بوجهة صوته التفضيلي.