أسعد هرموش يتمرد على الجماعة

بشير مصطفى
الخميس   2018/04/26
دعا هرموش الجماعة إلى الانسحاب من الانتخابات (علي علوش)
"مدوية" أرادها النائب السابق أسعد هرموش، الذي أعلن استقالته من رئاسة المجلس السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان. فقبل عشرة أيام من الانتخابات النيابية شهر المحامي سيف الاعتراض العلني ضد خيارات إخوانه في التنظيم.

لا تخفي مصادر المكتب السياسي للجماعة استياءها من الأسلوب قبل المضمون. فهو خالف مبادئ الإخوان المسلمين، القائمة على سرية التنظيم وعلنية الحركة، وعدم إشهار الخلافات الداخلية إلى العلن. وتعتقد الجماعة أن هذه الاستقالة ليست في وقتها، لأننا في وقت حرج عشية الانتخابات، وأي حركة تخلق حساسية غير محمودة. وقد سبق أن جرت استقالات في الماضي لبعض أعضاء المجلس السياسي، ولكن وفق القواعد التنظيمية وليس عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

أما على ضفة هرموش، فإن الاستقالة جاءت لوقف الإنحدار، وليست ضد التحالف مع التيار الوطني الحر، بقدر ما هي رفض للدخول في تحالف غير متين في دائرة الشمال الثانية. فهرموش يفضل المقاطعة على التحالف مع مرشحين غير أقوياء. وهو ما قد يكشف ظهر الجماعة في المرحلة اللاحقة لإعلان النتائج.

وعن الالتباس الذي أحاط الاستقالة، فإن أوساط هرموش تؤكد أنه استقال من رئاسة المجلس السياسي للجماعة وليس من التنظيم الذي ما زال عضواً فيه.

وأحدثت الاستقالة العلنية علامات استفهام كثيرة حول وضع هرموش في الجماعة وعلاقته بأعضاء المكتب السياسي وأعضاء التنظيم المعارضين خطوته. وتوضح الأوساط المقربة من هرموش أنه كان ضد خوض الانتخابات منذ أن بدأت الجماعة تستشعر بأن حصاراً خارجياً يفرض عليها ويمنع أي طرف من التحالف معها. وهو يعتقد أنه كان على الجماعة الانسحاب من المعركة وعدم مواصلتها. وقد عرض ذلك على التصويت داخل المجلس السياسي، إلا أن صوت الأمين العام للجماعة عزام الأيوبي كان مرجحاً، ودفع نحو خوض الانتخابات حتى النهاية.

وتكشف المصادر أن تمرد هرموش ليس جديداً. فقد سبق أن عارض قراراً من الجماعة يلزمه بالترشح عن المقعد السني في الضنية، كما طالب الجماعة بمقاطعة هذا "القانون اللئيم" الذي فصل على قياس البعض وهدف إلى استهداف القوى الأخرى.

وفتحت استقالة هرموش شهية أكثر من طرف للحصول على الأصوات التي يمون عليها النائب السابق في دائرة الضنية التي تشهد منافسة محمومة بين مرشحي لائحة العزم محمد الفاضل وجهاد يوسف، ولائحة المستقبل التي يمثلها النائب قاسم عبد العزيز وسامي أحمد فتفت، وصاحب الحيثية الشعبية النائب السابق جهاد الصمد، ومرشحي لبنان السيادة راغب رعد وأسامة أمون. وتلفت أوساط هرموش إلى أنه لم يتخذ قراره بعد، ولكنه يؤثر وحدة الصف وسيكون له موقف علني حيال دعم أحد المرشحين في هذه الدائرة الحساسة انتخابياً.