عامر الصبوري مرشح يخاف على ابنتيه

لوسي بارسخيان
الإثنين   2018/04/02
هذه التجربة ليست الأولى بالنسبة للصبوري

وسط كم الشعارات الانتخابية وصور المرشحين التي غزت الطرقات، تلفت صورة انتخابية التقطها المرشح عن المقعد الشيعي في لائحة القوات اللبنانية في زحلة، ليجسد من خلالها "هاجس" الأهل في شأن مستقبل أولادهم في لبنان.

يخوض عامر الصبوري المعركة من أجل نايا ويارا (6 و9 سنوات)، "حتى يبقوا بلبنان"، كما يقول شعار حملته. وفي حديثه إلى "المدن"، يؤكد الصبوري أنه معني بالشعار، "خصوصاً أن جيلنا مر بصعوبات قاسية، أفضل أن أجنبها لابنتيّ. لا شك أن لدينا أعداءً على حدودنا، والعدو الأساسي هو إسرائيل، لكن في النهاية يحق لنا أن نشعر بالأمان ونعيش بسلام في هذه المنطقة".

ليس سهلاً أن يضع مرشح أولاده في هذه "المعمعة" الانتخابية ما لم يكن صادقاً في تحديد أهدافه من خوضها، ومؤمناً بقدرة "شعاراته" على مقارعة "الاستراتيجيات" الكبرى التي تحدد وجهة معارك "المقاعد الشيعية" على المستوى العام، حتى لو كانت حظوظ أي ترشح مستقل عن هذه الوجهة بإحداث خرق في لوائح الثنائي الشيعي قليلة.

لكن التجربة هذه ليست الأولى بالنسبة إلى الصبوري. فهو كان قد ترشح للانتخابات أيضاً في أصعب دوراتها التي خيضت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلا أنه بسبب "ضراوة" الاصطفافات لم يجد له مكاناً في أي من لوائحها.

لا تشبه هذه الاصطفافات في الأساس قيم ابن العائلة، الذي تربى على نبذ الطائفية منذ صغره. وترجم ذلك بحياته الشخصية، في العام 2008، زواجاً مدنياً مختلطاً من الدكتورة لارا معكرون، ليربيا معاً طفلتين "تنشآن على احترام الأديان كلها".

لا يعتبر الصبوري زواجه المختلط انتفاضة على التقاليد "الاجتماعية"، إنما هي انسجام مع واقع "المجتمع المختلط" الذي من الطبيعي أن يولد عائلات مختلطة.

ابن حي حوش الأمراء في زحلة هو من سكان كساره، صهر بلدة رياق. وهو شاهد على تراجع القطاع الزراعي، من خلال معاناة والده الذي كان يملك مشغلاً لتصريف الانتاج.

تخصص في هندسة الكومبيوتر من الجامعة اللبنانية الأميركية، ويدير مؤسسته Tapis dor من شتورا. وأصبح شخصية معروفة بحب الخدمة العامة التي انخرط فيها رسمياً منذ العام 2000، ليسهم في حرب تموز بإيصال اعانات الهلال الأحمر الكويتي للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على لبنان، ويؤسس جمعيته "الناس للناس" ابتداءً من العام 2009. من هنا، تراه منتقداً المرشحين "الهابطين بالباراشوت"، الذين يقتصر حضورهم في الشأن العام على الأسابيع القليلة التي تسبق الانتخابات، ليقوموا بجولات. يقول الصبوري: "استسخفها جداً"، متمنياً لو كان معيار الحضور أساساً في اختيار مشكلي اللوائح لمرشحيهم.

وعن ترشحه في لائحة القوات، يقول إنه نتيجة طبيعية للقانون الذي حتم التحالفات لتأمين الحواصل الانتخابية. لكنه يشدد في المقابل على أنه لم يخالف قناعاته بتحالفاته، بل يتمنى لو أن القوات وتيار المستقبل لم يشكلا لائحتين متواجهتين.

المواجهة السياسية المباشرة التي تخوضها القوات مع حزب الله لا تستدرج الصبوري إلى خطابات استفزازية. فالمعركة، كما يراها، "معركة أحجام"، أكثر منها معارك "نهج".