قصص عن المرشّحين الأثرياء: ماذا يفعلون؟

طوني طراد
الثلاثاء   2018/03/20
أنماط كثيرة يخترعها المرشحون الأغنياء للحصول على الأصوات (علي علوش)

منذ زمن بعيد، كانت المساعدات التي يقدمها المرشحون إلى المجلس النيابي رائجة. فمنهم من كان يساعد الأهالي في دفع أقساط أولادهم في المدارس الخاصة، وآخرون كانوا يهتمون بأمور الطبابة في المستشفيات.. ومع مرور الدورات الانتخابية تطوّرت وسائل المساعدة لدى المرشحين، فأصبحوا يوظفون أبناء الناخبين في مؤسسات خاصة أو يسعون إلى توظيفهم في مؤسسات الدولة من خلال الواسطة، أو تأمين سفرهم ليشتغلوا في مؤسسات خاصة خارج البلاد في الدول العربية والأجنبية.

"المدن" جالت في بعض المناطق اللبنانية، وسألت المواطنين عمّا يدور في أحيائهم من حركات للمرشحين المتموّلين وتعاطيهم اليومي مع الناخبين، فأفادوها بالتالي:

يتحدث المواطنون في شمال لبنان أنّ أحد المرشحين الأغنياء عَلم، من فريق عمله، بأنّ هناك مستشفى يعاني نقصاً واضحاً في التجهيزات الضرورية، لكي يقوم بإعالة المرضى الذين يتكدسون على أبواب المستوصفات طلباً للأدوية لعلهم يشفون من أمراضهم. فقام بشراء معدات طبية متطورة لتجهيز المستشفى. والعجيب أنّ المواطنين يتضاحكون في ما بينهم قائلين إنّ وزارة الصحة لم توافق على تجهيز المستشفى بهذه المعدات، بحجّة أنّ هذا الأمر يدخل في إطار التسويق الانتخابي لهذا المرشّح، علماً أنّ هناك منفعة عامة تطاول جميع مواطني القضاء إذا جهّز المستشفى بهذه الأدوات المتطورة.

مرشّح آخر أنشأ برنامجاً تأمينياً يُعنى بالإصابات الناجمة عن الحوادث المفاجئة مهما كان نوعها بكلفة 10 دولارات سنوياً للشخص الواحد، وبتغطية 20 ألف دولار عن كل إصابة في المستشفيات كلها. إضافة إلى 25 ألف دولار في حالة الوفاة. والظريف أنّ هذا البرنامج يلقى رواجاً لدى المواطنين، لأنّ مبلغ 10 دولار ليس كبيراً، ويستطيع كل مواطن أن يدفعه إذا ما كان يدّخر دولاراً واحداً من نقوده كل شهر. فها هي امرأة تتباهى بأنها اشتركت مع أولادها الأربعة في هذا البرنامج التأميني، وأنها أقنعت أقاربها للاشتراك فيه أيضاً، وحصلت على عمولة.

وفي كسروان يتناقل المواطنون أخباراً كثيرة عن مرشّح متموّل يقوم بتوظيف كثير من أبناء هذه المنطقة في مؤسسات يملكها أو في مؤسسات يملكها أصدقاؤه. ويقولون إنّ حجم التوظيف يتكاثر يوماً بعد يوم، خصوصاً أنّ الاستحقاق الانتخابي بات على الأبواب، وأنّ هذا المرشح يريد أن يستوعب أكبر عدد من الكسروانيين في مؤسساته لكي يحصل على أصواتهم وأصوات عائلاتهم. واللافت في الأمر أنّ هناك مندوبين متجوّلين لهذا المرشّح يدخلون البيوت ويسألون عن أسماء الأشخاص ويقومون بتجهيز ملف باسم كل شخص ويرفعون هذه الملفات إلى إدارة مؤسسة هذا المرشح، لكي تقوم بفرزها، وتوظيف كل شخص في المكان المناسب.

مرشّح مُتموّل في المتن يقول الناس إنه يقوم بمساعدة الأديرة والأوقاف المسيحية، ولديه فريق عمل يقوم باحصاءات لكلّ بناية في المتن، ويكتب أسماء السكان الذين ينتخبون هناك، ويضع علامات استفهام حول كل اسم: إلى أي حزب ينتمي؟ أين يشتغل؟ من هم أصدقاؤه الذين يؤثرون في قناعاته؟ وإنّ فريق عمل هذا المرشّح يستعمل جميع الوسائل لكي يساعد هذا الناخب في أن يكون مرتاحاً مادياً ووظائفياً فيُقبل على انتخاب هذا المرشّح المتموّل ويُقنع أقرباءه ومَن "يَمون" عليهم بانتخابه.

أنماط كثيرة يخترعها المرشحون الأغنياء بغية الحصول على أصوات الناخبين، ولربما في الأسابيع اللاحقة سوف يطلعون بأفكار متطورة لجَلب عدد أكبر من الأصوات. فهل سيحصلون عليها؟