حزب الله-أمل يستخدمان معبد إله الخمر: خرق القانون الانتخابي

لوسي بارسخيان
الإثنين   2018/03/19
اعتبر البعض هذه الخطوة "تحدياً" لإرادة الناس

لم تمر المخالفة التي ارتكبتها لائحة الأمل والوفاء المدعومة من حركة أمل وحزب الله في بعلبك، من خلال اطلاقها في مهرجان انتخابي أقيم داخل قلعة بعلبك، من دون موجة سخط واسعة، انطلقت من معارضي المدينة لتتوسع على مختلف الأراضي اللبنانية. وهو ما دفع وزارة الثقافة إلى إصدار بيان، الاثنين في 19 آذار 2018، أكدت فيه أنها "لم تتلق أي طلب من أي طرف لاستعمال هذا الموقع التاريخي المميز، ولم يصدر عنها أي إذن بهذا الشأن".

وفقاً للفقرة الأولى من المادة 77 من قانون الانتخاب، لا يجوز استخدام المرافق العامة والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والجامعات والكليات والمعاهد والمدارس الرسمية والخاصة ودور العبادة من أجل إقامة مهرجانات وعقد الاجتماعات الانتخابية أو القيام بالدعاية الانتخابية.

إلا في بعلبك.. فقد أختير إعلان اللائحة من أمام معبد باخوس في القلعة، بما يحمله الموقع الأثري من رمزية خاصة تتخطى لبنان إلى العالم كله. وهو ما أثار موجة من الاعتراض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتوقف عند اختيار الوزير حسين الحاج حسن كخطيب أول في الحفل، الذي اعتبره البعض "تحدياً" لإرادة الناس، بل تعدته إلى "الاستهتار" بالقوانين الناظمة لهذه الانتخابات.

عليه، غصت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات، التي اعتمد بعضها أسلوب التهكم، فيما اعتبر آخرون أن ما حصل "مؤشر على محاولة اخضاع الناس وتطويع القوانين بما يتناسب مع المصلحة الانتخابية للفريق المستقوي في هذه الدائرة الانتخابية". وذهب البعض إلى الحديث عن "جمهورية مستقلة في بعلبك لا يكتفي قادتها بالسماح لأنفسهم العبث بالأمن الاجتماعي كي يغنموا المقاعد، إنما ينصبون أنفسهم أعلى من القوانين وناظميها، لفرض ارادتهم".

وربط البعض بين مكان اطلاق اللائحة وحديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل أيام، عن لوائح يشكلها داعش، فاعتبر أن "اقامة المهرجان الانتخابي أمام معبد باخوس اله الخمر هو رد على التكفيريين الداعشيين".

فيما سأل أحدهم بتعليق آخر: "هل يعقل أن يعلن الأخوة اللائحة من أمام معبد باخوس؟ ألم يكن الأجدى أن يدبروا أمورهم من أمام معبد جوبيتر كبير الآلهة". واعتبر أحدهم أنهم "احتكروا كل شيء حتى باخوس، وربما برأيهم تاب وصار إله خمر المؤمنين.. الشاي". ليأتي الرد على ألسنة الفريق المؤيد للائحة، وأبلغ ما قاله أحدهم: "أنتم موتوا بغيظكم، ونحن سنضحك عليكم، انقعوا قانونكم واشربوا ماءه، نحن الدولة".

أما المفارقة، فكانت قبل يوم، مع إعلان الرئيس نجيب ميقاتي خلال اطلاقه لائحته في طرابلس أنه التزم بالقانون لجهة عدم تنظيم مهرجانه في معرض رشيد كرامي الدولي. فيما استدركت القوات اللبنانية خطأ مشابهاً كانت على وشك ارتكابه من خلال التقاطها الصورة الرسمية لأعضائها داخل أروقة مدرسة راهبات القلبين الاقدسين- الراسية زحلة، قبل أن تعيد تعميم صورة أخرى مطابقة للقوانين.

وهو ما ترك شعوراً بإزدواجية المعايير، فجرت في وجه هيئة الاشراف على الانتخابات، التي اتهمها البعض أنها ترى المخالفات في الأشرفية مثلاً، لكنها لا ترى ما يجري في بعلبك.