الأحزاب الأرمنية.. ما زالت "بيضة قبان" الانتخابات؟

باسكال بطرس
الإثنين   2018/03/19
تتوزع مقاعد الأرمن على ثلاث دوائر انتخابية (علي علوش)

لا شك أن قانون الانتخاب الجديد قد ساهم بطريقة أو أخرى بفرض الوجود السياسي للأقليات الصغيرة، كما هي حال الطائفة الأرمنية. صحيح أنها لطالما شكلت قيمة مضافة لكل لائحة انضمت إليها في الانتخابات النيابية، إلا أن هذا القانون قد حولها إلى "بيضة قبان" ترجّح كفّة فريق سياسي على آخر في بعض الدوائر.

يتوزّع القسم الأكبر من الأرمن في لبنان بين ثلاثة أحزاب: الطاشناك، الهانشاك والرامغافار، فيما ينخرط الأرمن الآخرون، وعددهم ليس بقليل، في الأحزاب التقليدية غير الأرمنية.

تتوزع مقاعد الأرمن على ثلاث دوائر انتخابية هي:

- المتن تضم مقعداً واحداً (أرمن أرثوذكس) يشغله الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان. ويبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 25330 ناخباً من الأرمن الأرثوذكس، و6343 من الأرمن الكاثوليك من أصل 178530 ناخباً في المتن ككل.

- بيروت الأولى تضم 4 مقاعد، منها 3 أرمن أرثوذكس يشغلهم حالياً النواب جان أوغاسبيان (حزب الرامغافارـ تيار المستقبل)، سيبوه قلبقيان (حزب الهانشاكـ المستقبل)، وأرثور نزاريان (حزب الطاشناق- التيار وطني الحر)، ومقعد أرمن كاثوليك يشغله النائب سيرج طورسركسيان (حزب الهانشاك- المستقبل). ويبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 25330 ناخباً من الأرمن الأرثوذكس، أي ما نسبته 28,33%، و7459 ناخباً من الأرمن الكاثوليك، أي نسبة 5,57% من عدد ناخبي بيروت الاولى الذي يبلغ مجمله 133806 ناخبين.

- زحلة تضم مقعداً واحداً (أرمن أرثوذكس) يشغله نائب القوات اللبنانية شانت جانجنيان. ويبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 8604، أي 4,99% من عدد ناخبي زحلة الذين يبلغ عددهم 172555 ناخباً.

لطالما كان الأرمن في المتن الشمالي حريصين على المحافظة على نوع من التوازن بين القوى المتنافسة، وتحديداً بين الكتائب والنائب ميشال المرّ. أما اليوم، وبعدما سعى الطاشناق إلى تقريب وجهات النظر لصناعة تحالف بين المرّ والتيار الوطني الحر، حسم أمينه العام النائب هاغوب بقرادونيان، في حديث إلى "المدن"، التحالف مع التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي في المتن الشمالي على لائحة واحدة، مؤكداً الانفصال "الودي" عن المر، بعدما تعذر عليه ضمه إلى اللائحة عينها.

في بيروت الأولى يظهر عند كل استحقاق انتخابي الحضور السياسي والشعبي للطاشناق، من منطلق أنه اللاعب الاقوى على الصعيد الأرمني. تاريخياً، كان أرمن بيروت مع رئيس الحكومة رفيق الحريري. وبعد العام 2000 انقسمت الأحزاب الأرمنية، فاتجه حزبا الرامغافار والهانشاك مع رئيس الحكومة، والطاشناق مع رئاسة الجمهورية. غير أن التحالفات اختلفت اليوم. ففي حين لا يزال الطاشناق مع التيار والهانشاك في تحالف واحد إلى جانب المستقبل، نظراً إلى تحالف التيارين، يخوض الرامغافار انتخابات 2018 إلى جانب القوات، وليس المستقبل كما في السابق.

ومن الثابت، وفق الاستطلاعات، أن مرشحيْ الطاشناق هاغوب ترزيان (أرمن أرثوذكس) وسيرج جو خدريان (أرمن كاثوليك) سيفوزان في الانتخابات، فيما يحصل المستقبل على مقعد واحد، ليبقى المقعد الرابع رهن "كسور" اللوائح.

أما في زحلة، حيث الوجود الطاشناقي أقل من بيروت والمتن، فيؤكد بقرادونيان أن "الاتفاق مع المستقبل والتيار قائم، لكن التفاوض لم ينتهِ بعد".

لا يملك الطاشناق حاصلاً انتخابياً في زحلة، يؤهله خوض معركة توصل مرشحه، لاسيما أن أصوات مؤيدي التيار ستؤول إلى مرشحهم، فيما تذهب أصوات الشيعة إلى مرشحهم، بغض النظر عن أن التحالفات لم تتبلور بشكل نهائي في هذه الدائرة.

إلى ذلك، تتوقع مصادر الطاشناق أن تكون نسبة المشاركة الأرمنية في التصويت للانتخابات النيابية مرتفعة، خصوصاً في حال كانت مشاركة مناصريه المغتربين كثيفة.