توقعات المستقبل: الكتلة النيابية الأكبر؟

منير الربيع
الجمعة   2018/03/16
ما هو العدد الذي يعتبره الحريري تجديداً لثقة المواطنين به؟ (المدن)
وصل تيار المستقبل بعد انتخابات العام 2009، إلى ذروة تمثيله النيابي. حقق مع حلفائه في قوى الرابع عشر من آذار اكتساحاً برلمانياً، واستفاد من قانون الستين، ليحظى بأكبر كتلة نيابية مؤلفة من 35 نائباً. على مدى السنوات الماضية، تعرّضت كتلته لتضعضع سياسي، انحسر تمثيلها من كتلة لبنان أولاً إلى كتلة المستقبل. غادرها العديد من النواب، منهم خالد الضاهر وميشال فرعون ونايلة تويني. في القانون الجديد، لن يستعيد المستقبل هذا المجد. في الحسابات المستقبلية، أقصى الطموحات تتركز بالحصول على ما بين 20 و25 نائباً. لكن، حتى هذا الرقم مستبعد من كثيرين من الكوادر المستقبلية، خصوصاً في ظل المشاكل التي مرّ بها المستقبل، والخلافات التي عصفت بينه وبين جمهوره من جهة، ومع حلفائه من جهة أخرى.

يعرف المستقبل أن المعركة هي معركة حواصل، لذلك يواجه إشكالات عديدة مع بيئته في الترشحيات، ومع حلفائه في التحالفات. الاتصالات الانتخابية في عهدة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري. ويعمل التيار على نسج تحالفات على القطعة، لكنها معقدّة وغير راكبة حتى الآن. الإيجابية الوحيدة التي يمتاز بها المستقبل هي أنه يتقدّم على الآخرين، أي أنه أفضل الأسوأ.

في دائرة طرابلس- المنية- الضنية، يتوقع المستقبل الحصول على 4 نواب على الأقل، سمير الجسر ومحمد كبارة في طرابلس، عثمان علم الدين في المنية، وقاسم عبد العزيز في الضنية. يخوض المستقبل معركة على مقعد خامس في هذه الدائرة، سيكون أحد المقاعد المسيحية. أما في عكار فلدى المستقبل حالياً، 6 نواب من أصل 7، ووفق توقعاته هناك إمكانية للحصول على 3 نواب، وخوض المعركة على الرابع. يضمن المستقبل مقعدين سنيين، ويتمسك بإنجاح هادي حبيش عن المقعد الماروني. لكن، لا تخفي المصادر وجود العديد من العقبات أمام المرشحين المستقبليين، خصوصاً أن هناك نقمة عكارية على ترشيحات المستقبل. ما قد يؤدي إلى ردة فعل شعبية في صناديق الإقتراع. لكن هذا سيكون حسبما سترسو التحالفات النهائية. ولا ينفصل ذلك عن تأرجح التوافق بين المستقبل والتيار الوطني الحر من جهة، وبين المستقبل والقوات من جهة أخرى. فيما ستبقى الأنظار مشدود إلى اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر. وتشير المعلومات إلى حصول خلافات بينهما.

في بيروت2، يتوقع المستقبل خسارة نائبين بالحد الأدنى، ويمكن أن ترتفع الخسارة إلى ثلاثة وفق ما ستكون عليه التحالفات. في حسابات المستقبل، هناك خسارة مقعد شيعي بالحد الأدنى، فيما المعلومات الأخرى تشير إلى خسارة المرشحين الشيعيين. وهناك احتمال كبير لحصول خرق في أحد المقاعد السنية من قبل لائحة 8 آذار. يحتسب المستقبل الحصول على 8 نواب في هذه الدائرة، فيما خصومه يعتبرون أنه لن يصل إلى هذا العدد، خصوصاً في ظل نزعاج بيروتي من ترشيحات الحريري لعدم تمثيل العائلات البيروتية الكبرى. وهذا سيرتبط باللائحة المشتركة قيد التشكيل بين صلاح سلام وريفي.

في زحلة، حتى الآن يضمن المستقبل نائباً واحداً عن المقعد السني. لكنه يلقي بالملامة على القوات اللبنانية التي رفضت التحالف مع ميريام سكاف في لائحة تضمهما إلى المستقبل. هذا التحالف لو كتب له النجاح لكان هناك إمكانية حصول هذه اللائحة على 4 مقاعد، 2 منهم للقوات. وبالانتقال إلى البقاع، يتوقع المستقبل الحصول على نائب عن المقعد السني في بعلبك- الهرمل، ونائب بالحد الأدنى في البقاع الغربي، مع استمرار المعركة على المرشح المسيحي. في مقابل ذلك، سيكون المستقبل أمام خسارة مقعدين واحد سنّي لمصلحة عبدالرحيم مراد، وآخر شيعي (أمين وهبي) لمصلحة مرشح حركة أمل.

في الشوف عاليه، سيحتفظ المستقبل بمرشحه النائب محمد الحجار، وفي صيدا ستحتفظ النائب بهية الحريري بمقعدها، مقابل خسارة المقعد السني الثاني لمصلحة أسامة سعد، فيما يسعى المستقبل إلى خوض معركة المرشح عن المقعد الكاثوليكي. أما في دائرة الجنوب الثالثة، فلا يتوقع المستقبل تحقيق أي خرق عن المقعد السنّي، لأن قوى المعارضة بوجه حزب الله مشتتة، واللوائح المشكلة حتى الآن غير قادرة على تحقيق حاصل انتخابي.

في الحدّ الأدنى سيحصل المستقبل على كتلة نيابية من 18 نائباً، في أسوأ الأحوال والتوقعات. وهذا الرقم قابل للارتفاع إلى ما بين العشرين و22 نائباً. وهذا سيعتبره الحريري ثقة جديدة من قبل الناخبين بتياره، وسيبقى صاحب الكتلة النيابية الأكبر في المجلس، إذ إن الكتل الكبرى الأخرى، ستراوح أعداد نوابها بين 13 و18 نائب.