افتراق ريفي والضاهر: اللواء مع 8 آذار في عكار؟

بشير مصطفى
الجمعة   2018/03/16
يستقطب ريفي الحالة الرافضة للسياسة الجديدة لتيار المستقبل (علي علوش)

ينطبق على علاقة الوزير السابق أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر مقولة "حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر" في عكار. فقد حملت الساعات الماضية خبراً فاجأ كثيرين من مناصريهما، إذ أعلن عن توافق ريفي والضاهر على خوض المعركة في عكار بلائحتين منفصلتين.

وطرح خبر "الطلاق الانتخابي" جملة من التساؤلات حول ما طرأ على العلاقة بين الرجلين. وما زاد الحالة غموضاً كان توزيع بيان على مجموعات واتسآب تحدث عن أجواء متوترة بين الرجلين على خلفية زيارة ريفي إلى الولايات المتحدة الأميركية. وتضمن كلاماً منسوباً لريفي يهاجم فيه الرئيس سعد الحريري والسعودية، وأنه يفضل فوز قوى 8 آذار في عكار لتوجيه صفعة لتيار المستقبل. وسبب هذا البيان ارباكاً لدى الرأي العام، فسارع المكتب الإعلامي للضاهر إلى احتواء مفاعيل هذا "البيان الملفق"، وأكد متانة العلاقة مع ريفي، ونفى أن يكون اللقاء قد تضمن أي توتر أو كلام جارح بحق المنافسين.

وتشير المعلومات إلى أن مساء الأربعاء، في 14 آذار 2018، شهد اجتماعاً في مكتب ريفي في الأشرفية، جمع ريفي والضاهر ونجله عبدالرحمن، إلى جانب المحامي هاني مرعبي والمسؤول السياسي لتيار ريفي في عكار حميد رمضان وعدداً من المعاونين. ويصف رمضان الاجتماع بـ"الودي، الذي دام نحو 45 دقيقة". ويؤكد رمضان أنه تم الاتفاق على الوقوف في صف واحد إلى جانب الخط السيادي، وأن يكون حلف ريفي- الضاهر يداً واحدة بعد الانتخابات.

وتباحث الطرفان في طبيعة المعركة، وفضلا خوض المعركة بصورة مستقلة عن بعضهما، بسبب تقديرات أولية تشير إلى قدرة الطرفين على بلوغ الحاصل الانتخابي، أي نحو 21400 صوت. ويتحدث رمضان عن طابور خامس يسعى إلى إشعال الفتنة داخل الخط السياسي، ويشير إلى بروباغندا ودعاية انتخابية يروجها الخصوم، لناحية عدم تمكن أي طرف في عكار من الوصول إلى الحاصل الانتخابي في حال تحالف تيار المستقبل مع التيار الوطني الحر.

ويقر رمضان أن الفراق فرضه إلى حد ما القانون النسبي. فوجود الطرفين على لائحة واحدة يلحق بهما الضرر، والمصلحة المشتركة تكون بتشكيل لائحتين مستقلتين. وتعد أوساط الاجتماع بتقديم لوائح خلال فترة 72 ساعة، حيث سيتوجه كل من الطرفين إلى تشكيل لائحة مؤلفة من 7 مرشحين. وتسعى اللائحتان إلى الحصول على دعم "الوجدان السني الداعم للخط السيادي".

ويركن الضاهر إلى بلدته ببنين الوازنة انتخابياً والأوساط الإسلامية. فيما يستقطب ريفي الحالة الرافضة للسياسة الجديدة لتيار المستقبل، بالإضافة إلى بعض الدعم من الأحزاب المسيحية في 14 آذار، وتحديداً القوات اللبنانية التي رشحت وهبة قاطيشا، ولم تتضح بعد صورة تحالفها مع المستقبل، وكذلك الكتائب والأحرار. وتقر المصادر بصعوبة اختراق القرى العلوية، لأن الناخب العلوي سيدعم لائحة 8 آذار والنائب السابق وجيه البعريني. وترفض مصادر مقربة من ريفي الخوض في الأسماء، لأن إعلان اللوائح يشكل سلسلة متصلة في المناطق كلها.