هذا ما روته صالحة بعد تحريرها

لوسي بارسخيان
الخميس   2018/02/22
"عملية نوعية" لشعبة المعلومات (لوسي بارسخيان)
عادت الطفلة صالحة كتوع إلى حضن والدتها، بعد أقل من تسع ساعات على خطفها صباح الخميس، في 22 شباط 2018، حيث قامت شعبة المعلومات بتحريرها، بـ"عملية نوعية"، أوقفت خلالها شخصين من التابعية السورية، اثر دهم المنزل الذي أحتُجزت فيه الطفلة في بلدة بكيفا في راشيا، لتستقبل في بلدة برالياس استقبال الأميرات، على وقع الموسيقى والمفرقعات النارية.

صالحة التي حافظت خلال استقبالها على صلابة قلما توجد في طفلة تعرضت "لخوف كبير"، كما قالت، لم تقو على التحكم بدموعها عند رؤية والدتها، لكنها مع ذلك استجمعت قوتها لتخبر قصتها أمام وسائل الإعلام وكاميرات البث المباشر، التي سلطت عليها. فروت قصة اختطافها من أمام منزلها في سيارة كان يستقلها شخصان، أمرها أحدهما بأن لا تنظر إلى خارج النافذة وأن تبقي رأسها في اتجاه الأرض، وقد امتثلت لذلك.

في البيت الذي احتجزت فيه كان هناك سيدة جالستها، وأعطتها ورقة وقلماً لترسم، فرسمت عليها عصفوراً، كما قالت، لكنها رفضت أن تتناول الطعام طيلة فترة احتجازها. وكانت عينها دائماً على شخص نائم أمامها، وقد خافت من أن يستيقظ ويؤذيها.

وعند تلقيمها من قبل كبار السن الذين استقبلوها ما ستقوله، شكرت كثيراً "المعلومات". وهو ما فعله والدها أيضاً، رافضاً أن يعطي أي تفاصيل أمنية عن خاطفي ابنته، قائلاً إنه لا يعرفهم. وأكد أنه لم يعطهم مبلغ الفدية الذي طالبوا به.

إلى جانب صالحة، كان شقيقها وشقيقتها اللذان يصغرانها. ورغم القصص البطولية التي كان يرويها شقيقها لأصدقائه عن القبض على "السارقين" وكيف أن والده لم يدفع الفدية لهم، انهمرت دموعه عند جلوسه إلى جانب شقيقته، التي اجتاز معها وأفراد العائلة الآخرين، يوماً لن يتمكنوا من تخطي صعوبته لفترة طويلة.