تيلرسون في لبنان: رسالة إسرائيلية إلى حزب الله

سامي خليفة
الأربعاء   2018/02/14
تحاول إسرائيل عرقلة بناء مصانع صواريخ حزب الله عالية الدقة (Getty)
تحاول إسرائيل عرقلة بناء مصانع صواريخ حزب الله عالية الدقة. لكن القيادة الإسرائيلية تناست أمراً مهماً للغاية، كما ترى صحيفة هآرتس، وهو أن أهداف حزب الله الأساسية هي السكان المدنيين الإسرائيليين. بالتالين ليس هناك حاجة لدقة كبيرة عند مهاجمة السكان المدنيين في بلد كثيف السكان مثل إسرائيل.


ترى هآرتس أن الردع بين لبنان وإسرائيل غير مستقر حالياً. فالحزب يأخذ أوامره من طهران. بالتالي، فإن الاعتماد على ردعه أمر إشكالي، خصوصاً أن استراتيجية إسرائيل اعتمدت الهدوء على الحدود الشمالية منذ حرب تموز 2006 كدليل على الردع. لكن هؤلاء الذين يعتقدون أن ردع الحزب كان ناجحاً نسوا أن ترسانة الحزب من الصواريخ نمت إلى حد كبير جداً. وما بدا سنوات هادئة بالنسبة لإسرائيل كانت سنوات من رفع مستوى خطر الحزب.

منذ الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، استندت استراتيجية إسرائيل في لبنان إلى عمليات انسحاب أحادية الجانب، وتخلت عن حلفائها، كجيش لبنان الجنوبي، مع الاعتماد على الردع. وهذه الاستراتيجية، وفق هآرتس، هي المسؤولة إلى حد كبير عن الهيمنة التي حققها حزب الله في لبنان والترسانة الكبيرة للصواريخ التي جمعها في السنوات الماضية.

احتمال وجود قدرة إنتاج محلية للصواريخ في لبنان، قد يدفع إسرائيل، وفق الصحيفة، إلى مراجعة حساباتها حول إذا كانت قادرة على الانتظار، أو إذا كان يجب تدمير هذه المنشآت في لبنان عاجلاً. ما قد يؤدي إلى إشعال نزاع أوسع نطاقاً. لذلك، يجب على وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولة التوصل إلى اتفاق حول الدعم الدبلوماسي الأميركي لقدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من خلال تعزيز محادثات نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ستكون بيروت، التي يزورها تيلرسون الخميس في 15 شباط 2018 أهم محطة في جولته الإقليمية، وفق هآرتس. فالحزب الذي يشكل أقوى حليف لإيران هو أيضاً لاعب في السياسة اللبنانية. لذلك، سيوجه تيلرسون، كما تكشف الصحيفة، بعض الرسائل الواضحة إلى مضيفيه اللبنانيين حول المخاطر التي قد تتعرض لها البنية التحتية والسكان في لبنان، إذا ما قام الحزب بتنفيذ التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل بشن حرب شاملة. وهذا ما سيدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز قدرات إسرائيل الردعية.

ظهور وزير الخارجية الأميركية في المنطقة لحظة الأزمات يُظهر، وفق هآرتس، التنسيق الدقيق واليقظة الحازمة من قبل الحلف الأميركي- الإسرائيلي لمواجهة التهديدات. إلا أن بعض الدول قد تفسر عدم زيارته تل أبيب بأن إسرائيل ستبقى وحدها ضد إيران في سوريا. لكن هآرتس تشدد على ضرورة أن يقوم اللاعبون في جميع أنحاء الشرق الأوسط بقراءة الرموز. فقد أعطت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايكل بنس لإسرائيل دعماً قوياً، وأشارت إلى دور البيت الأبيض في إدارة هذه العلاقة. لذلك، في حالة الحرب، ستسعى الولايات المتحدة حتماً، كما ترى إسرائيل، إلى قيادة الدبلوماسية لإنهاء النزاع بعد أن تحرص على تعرض حزب الله لضربة تفكك ترسانته بأكملها.

تيلرسون: نحتاج دعم الحكومة اللبنانية
وكان تيلرسون قد أكد، في حديث إلى قناة الحرة، الثلاثاء في 13 شباط، أن مشكلة الولايات المتحدة الأميركية ليست مع الشعب اللبناني أو الحكومة اللبنانية، بل مع حزب الله. أضاف: "نحاول أن نكون دقيقين في الاجراءات التي نتخذها حتى لا نلحق الضرر بالشعب اللبناني، لكننا نحتاج إلى دعم الحكومة اللبنانية للتعامل بكل وضوح وحزم مع الأنشطة التي يقوم بها حزب الله".