هكذا ستمنع إسرائيل تطوير صواريخ حزب الله

سامي خليفة
الأحد   2018/02/11
لا أحد يريد الحرب الآن (AP)

رغم اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة F-16 فوق سوريا، السبت في 10 شباط 2018، وما رافقه من إحراج لإسرائيل، فإن إسرائيل عازمةً على مواصلة غاراتها الاستباقية. فكل ما يجري الآن من تصعيد وقرع طبول الحرب يتمحور حول القضية المركزية في تل أبيب وهي مصانع صواريخ حزب الله.

التصعيد غير المسبوق في سوريا والتحذيرات الإسرائيلية الأخيرة المتعلقة بلبنان، جاءت بعد قصف سلاح الجو الإسرائيلي منشأة للدفاع والبحوث السورية في جماريا بالقرب من دمشق. وتأتي هذه الضربات، وفق صحيفة هآرتس، عقب زيارة قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. إذ لا تزال إسرائيل تبدو كأنها تنقل إلى الروس والإيرانيين وغيرهم من اللاعبين في الشمال أنها مصممة على التصدي لتهديد الأسلحة المتطورة، خصوصاً جهود إيران لتسليح الحزب بنظم صاروخية متطورة.

زيادة عدوانية النظام السوري، فضلاً عن الجهود الإيرانية والروسية للسيطرة على سوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية، لم توقف، وفق هآرتس، جهود إسرائيل لمنع تسليح الحزب بأسلحة متطورة. لذلك، ستبقى قضية نية إيران إقامة مصانع السلاح في لبنان مسألة مفتوحة تدرس إسرائيل كيفية الرد عليها باستمرار. ورغم التوتر المتزايد، تعتقد إسرائيل أنه لا الحكومة اللبنانية ولا حزب الله يسعيان إلى مواجهة قضية الجدار الحدودي. فهناك مصدر حقيقي وحيد للتوتر هو وجود مصانع الأسلحة وإمكانية استخدام القوات الإسرائيلية للقوة لاحباط خطط إيران. وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب الحزب.

الغارة الجوية الإسرائيلية على هدف في سوريا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي تعادل، كما تحلل هآرتس، في رمزيتها أكثر من 100 غارة مماثلة قامت بها إسرائيل على مدى السنوات الست والنصف الماضية. فقد استهدفت مركز بحوث للصواريخ، يتقاسمه نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون وحزب الله، وهدفه مساعدة الحزب على تعزيز ترسانته من الصواريخ في وادي البقاع. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قصف هذا الهدف. فقد قُصف مرتين في عامي 2013 و2017. أما الغارة الأخيرة فربما تكون بسبب تخزين صواريخ جديدة أو إعادة العمل بشكل استدعى الهجوم الثالث. لكن أياً كان سبب الهجوم، فهو يبدو وفق هآرتس تحذيراً أرادت إسرائيل أن يتردد صداه في أماكن أوسع بكثير.

كرر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون بعد هذه الغارة التحذيرات التي أطلقها نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بشأن خطط إيران لبناء مصانع للصواريخ الموجهة، بالإضافة إلى نشر معلومات عن تطوير صواريخ إسرائيلية جديدة متوسطة المدى لضرب أهداف حزب الله في العمق اللبناني، وخطط البحرية الإسرائيلية لمواجهة خطر صواريخ كروز التي يمكن أن يطلقها الحزب على منصات الغاز الطبيعي في إسرائيل. وقد قام حزب الله والقيادة اللبنانية بدورهما في تصعيد حرب الكلام مع التهديدات الخطيرة، في حال مضت إسرائيل قدماً في خطط لمزيد من استكشاف الطاقة في مياه البحر الأبيض المتوسط المتنازع عليها، وبناء جدار جديد على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية.

كل هذه التطورات قد توحي للعديد من المحللين بأن الحرب باتت على الأبواب. لكن هآرتس ترى أن لا أحد يريد حقاً الحرب الآن. فحزب الله لا يزال يقاتل في سوريا ويحتاج إلى وقت لإعادة بناء قواته، فيما تشعر إسرائيل بالقلق لأن الصواريخ المخفية في القرى اللبنانية يمكن أن تصل إلى أهداف مدنية داخل إسرائيل. والخلاصة هي أن سلسلة التهديدات كلها تخدم غرضاً واحداً وهو محاولة ردع الجانب الآخر عن تحقيق مزيد من التقدم في سوريا وتعزيز ترسانته الصاروخية. ما يعني أن الغارات ستستمر بوتيرة أعلى مع استبعاد حرب شاملة.