مراد لـ"المدن": وجع المحامين هو قصر العدل

جنى الدهيبي
الإثنين   2018/11/12
الإجماع على مراد لم يكن سياسيًا وحسب (المدن، جنى الدهيبي)


عاشت نقابة المحامين في طرابلس والشمال، الأحد في 11 تشرين الثاني الحالي، يومًا انتخابيًا طويلًا، فاز على إثره مرشح تيار المستقبل، المحامي محمد مراد، في انتخابات نقابة المحامين في الشمال بمركز النقيب، إذ نال 965 صوتا في حين فاز يوسف الدويهي بـ 460 صوتا لعضوية مجلس النقابة.

 

ثقافة ديموقراطية

ورغم أنّ النتيجة كانت شبه محسومة لصالح مراد، الذي جاء خلفًا للنقيب السابق عبدالله الشامي، نتيجة التوافق السياسي، لكن ذلك لم يحدّ من حيوية المشهد الديموقراطي في النقابة، التي تجاوزت فيها نسبة الاقتراع 90 في المئة. ومن يدخل أروقة النقابة في يومها الانتخابي الحافل، يجد أنّ الاجماع على مراد لم يكن سياسيًا وحسب، وإنمّا من زملائه المحامين، الذين أجمعوا على كونه "شخصًا محبوبًا"، وعلى جدارته بتولي المنصب النقابي، لارتباطهم به بعلاقة مهنية ونقابيّة وحقوقية استثنائيّة.

 

يعتبر مراد أنّ الاستحقاق الذي خاضه محامو النقابة، كان لقاءً اجتماعيًا وانتخابيًا ونقابيًا، وأنّ التاريخ يشهد لنقابة المحامين، حتى في عزّ تعطيل المؤسسات الديموقراطية، "بقيت تعمل بقوّة وعناد". وعلى إثر فوزه، يشير مراد في حديثٍ لـ "المدن"، أنّ كثافة التصويت دلّت على رغبة المحامين بالتعبير عن ثقافتهم في الممارسة الديموقراطية والعملية الانتخابية. فـ "من خلال هذه المناسبة، يرسم المحامون معالم عمل نقابتهم إن في ولاية النقيب أو بالمجلس، لمدة عامين كاملين".

 

12 فكرة

وعن ما سيقدمه النقيب الجديد، جدد مراد إلتزامه بـ 12 فكرة طرحها، "حتّى تكون فيما بعد ورشات عمل لـ 12 مشروعًا، مرتكزاً على وجع المحامين وواقع النقابة". فـ"نحن سنسعى بكل قوة وإيمان، من خلال التعاون الوثيق والشراكة ما بين النقيب والمجلس والمحامين، بغية تأسيس رؤية جديدة وعمل مشترك نصنع من خلالهما مع المحامين المشاريع التي تهمهم وتهم نقابتهم؛ على أن تظهر نتائج هذا الالتزام بالأشهر القليل المقبلة".

 

أبرز وجع للمحامين، وفق تعبير مراد، هو قصر العدل نفسه. يتابع: "يحتاج القصر لإدارة جديدة ورؤية مشتركة بين نقابة المحامين وقضاة الشمال ومجلس القضاء الأعلى، سواء لجهة تحديد الجلسات وانتظامها، أو لجهة التأخير في إصدار الأحكام وتراكم الملفات وانتظار المحامين". ويعزو ذلك إلى تراكم اللامسؤولية الذي أوصلنا لهذا الواقع السيء، وسنسعى لحلّه بطريقة واقعية، فيها كثير من الاحترام بيننا وبين القضاء، لأننا شركاء في خدمة العدالة والمواطن. ومن هنا، ننظر لعملية تكاملية بهدف انتظام العمل في المرفق القضائي، بدل التدهور الحاصل".

 

الدويهي في المجلس

من جهته، يشير الدويهي لـ"المدن"، أنّ العهد الجديد "سيكون لتنمية وإصلاح نقابة المحامين في الشمال، وأكدنا إلتزامنا مع النقيب ببنود سنعمل على إنجازها سويًا، بالتعاون مع الزملاء المحامين من أجل النهوض بنقابتنا".

وكان مراد قد حصل على توافق سياسي واسع قوامه تيار المستقبل، تيار العزم، حركة الإستقلال، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، بعض المستقلين والجماعة الإسلامية. في حين حصلت المنافسة على منصب النقيب المحامية سمر الحلبي على 123 صوتا. أما المنافسون على العضوية فجاءت نتائجهم كالتالي: فهد زيفا (213 صوتا)، سمعان اسكندر (172 صوتا) ونبيل قطرة (275 صوتا).