بورصة تشكيل الحكومة: عقد تكسير الرؤوس

منير الربيع
الأحد   2018/10/21
يحاول باسيل الايقاع بين القوات والمردة (الأرشيف)

قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي إن "البعض يعمل على الاساءة إلى جهد الرئيس سعد الحريري والانقلاب على التسوية، خصوصاً بعد تزايد نقاط الالتقاء في التشكيل إلى حدود حسمها". قصد الرياشي التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل. وموقفه جاء رداً على استمرار محاولات تحجيم القوات أو إحراجها لإخراجها. وما يقصده الرياشي بالانقلاب، هو تراجع رئيس الجمهورية ميشال عون عن موقفه بالتنازل عن وزارة العدل لمصلحة القوات اللبنانية.

ثمة أمر ما قد تغير بين الخميس، إذ أبدى عون تجاوباً مع مطالب القوات واستعداداً لمنحها وزارة العدل، وبين يوم الجمعة، إذ عاد ورفض هذا التنازل، لحسابات لم تكشف حتى الساعة. لكن الأكيد أن هذا الانقلاب بالمواقف، له خلفيات عدة، أبرزها وفق مصادر متابعة هو الإطلالة التلفزيونية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي شدد على أهمية المصالحة مع القوات اللبنانية. ما سينعكس سلباً على التيار. لذلك، سار التيار الوطني الحر في خانة الضغط على القوات من جهة، وللايقاع بينها وبين المردة من جهة أخرى، عبر طرح المقايضة بين العدل والأشغال. أي إذا ما حصلت القوات على العدل فإن رئيس الجمهورية سيحصل على الأشغال. ما يوقع الخلاف بين القوات والمردة ويشوش على تفاهمهما.

والسبب الثاني قد يكون موقف رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي قال "يضحك كثيراً من يضحك أخيراً". وهذا قد يكون أزعج الرئيس وباسيل، ودخلت القضية في إطار تكسير الرؤوس واثبات الكلام. وهو ما أدى إلى انتكاسة على صعيد المفاوضات، وإعادة النظر في المشاورات. لكن، لا شك أن الأمر سيبقى مرتبطاً بموقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي تعرض أيضاً لضغوط بشأن وجوب السير بتشكيل الحكومة ولو بدون مشاركة القوات، لكنه بقي مصرّاً على أنه لن يشكّل حكومة خالية من طرف أساسي، ولاسيما القوات اللبنانية.