نواب ووزراء يحركون خيالهم: هكذا وصلت النفايات إلى الشاطئ
كما لم يتوان كثيرون، كما جرت العادة، عن تذكير النائب سامي الجميل أن حزب الكتائب كان ممثلاً في حكومة الرئيس تمام سلام التي أقرت خطة المطامر، كما قال وزير البيئة طارق الخطيب، الذي اعتبر أن ما يحكى عن نفايات أتت من المطامر استخفاف بعقول المواطنين، وأن كل ما يجري يدخل في الحسابات الانتخابية. فيما اعتبر النائب سيرج طورسركسيان أن الحكومة لا تريد معالجة أزمة النفايات وأوصلتنا إلى كوارث طبيعية، واللجنة البيئية ترفض المعالجة وتريد المحارق.
والحال أن مشهد النفايات على شاطئ كسروان تبدل بعد ساعات الصباح الأولى، الثلاثاء في 23 كانون الثاني 2018، حيث بدأت شركة رامكو عملية تنظيف الشاطئ تحت إشراف الهيئة العليا للاغاثة بإيعاز من رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أكد على اقتراح مجلس الإنماء والإعمار تشكيل لجنة فنية من وزارة البيئة لإجراء الكشف الميداني وإعداد تقرير يحدد المسؤوليات.
وزار الخطيب منطقة بيت شباب، الثلاثاء، ودعا الجميل للحضور إلى المكان لمعرفة سبب النفايات، قائلاً إن حملة التضليل التي أطلقها الجميل ليست صحيحة، وهناك كمية هائلة من النفايات مرمية في منحدر أحد أودية البلدة إلى تصل مجرى نهر الكلب، وكأنه يحاول تأكيد فرضية أن النفايات التي انتشرت على الشاطئ هي نفايات أحد المكبات العشوائية في المنطقة.
وقال كنعان: "يكفي تشويه الحقائق وتزويرها. ونحن مسؤولون عن كل أهلنا في المتن وكسروان. ونطالب بتحرك النيابة العامة لمحاسبة كل من تسبب بتجمع النفايات في كسروان وفتح تحقيق جدي في الحادثة".
وقال الناشط في ملف النفايات المحامي حسن بزي إن الخطيب يحاول استغشام المواطنين، لأن أطنان النفايات على الشاطئ لا يمكن أن تخرج سوى من المطامر، لاسيما أن شركة داني خوري تخالف كافة شروط الطمر المطلوبة.
وقال شهيب بعد اجتماع اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية إنه خلال 72 ساعة سيتم تقديم مقترح حول الهيئة الوطنية التي تتكون من أصحاب الاختصاص، أساتذة جامعيين ومختصين بيئيين حقيقيين، وبالتالي سيكون لها دور كبير في موضوع التخطيط والتمويل والتنفيذ والتنسيق والاشراف والرقابة في موضوع ملف النفايات الصلبة، على أن يترافق ذلك مع انشاء مصلحة خاصة في وزارة البيئة تتعلق بالنفايات الصلبة.
وكان منسق المرصد اللبناني للفساد شارل سابا قد لفت إلى أن تنظيف شاطئ كسروان ليس مجانياً، والضرر البيئي تستفيد منه الشركات المتعهدة فحسب. أضاف: "ملف النفايات يرتبط بمسألة تمويل كبيرة لبعض الأحزاب منذ العام 1994 وحتى هذا الوقت".