الشهيدان حسين وخالد: ورود ورصاص وعدد من الجرحى

بشير مصطفى
الجمعة   2017/09/08
لم يتوقف إطلاق الرصاص (بشير مصطفى)

بالأرز والرصاص والورد، إستقبلت عكار، الجمعة في 8 أيلول، جثماني الجنديين حسين عمار وخالد مقبل حسن، اللذين إستشهدا خلال الأسر لدى تنظيم داعش.

باكراً بدأت الطريق الدولية من طرابلس إلى مفرق برقايل تشهد حركة غير إعتيادية، حيث تسابق أهالي القرى العكارية على تنظيم إستقبالات شعبية عفوية. وقبل وصول الموكب إلى مدخل عكار، في ساحة العبدة، أوقف المواطنون موكب التشييع عدة مرات في القلمون، ثم البداوي، المنية ودير عمار، حيث قامت النسوة بنثر الورود والأرز والزغاريد.

وعند وصول الموكب إلى تمثال شهداء الجيش عند مفرق العبدة- حمص، أنزل جثماني الجنديين من سياراتي الإسعاف، وتم حملهما على أكتاف رفاق السلاح، ليشقا طريقهما بين الحشود وصولاً إلى مفرق بلدة ببنين. وقد ترافق مسير الجنازة، مع إطلاق كثيف للرصاص والمفرقعات. وقد فشلت جميع دعوات المشايخ والوجهاء بإقناع المواطنين بالتوقف عن إطلاق الرصاص خشية سقوط ضحايا جدد. وتناوب الشباب على إستخدام بنادق الصيد والرشاشات، ولم يتوقف الأمر على الرجال، إنما كان لافتاً تجوّل بعض النساء بسلاحهن الفردي على سقف سيارات الدفع الرباعي.

ورغم إصابة المواطن مصطفى السيد قبيل وصول المواكب، لم يتوقف إطلاق الرصاص، وإنتقل عريف الحفل من المطالبة بتوقيف إطلاق الرصاص، إلى توجيههم بحمل الرشاش باليدين وتوجيه البواريد باتجاه البحر. وفي الوقت الذي غطى البعض وجوههم بالأقنعة والكوفيات، لم يجد آخرون ضرورة في ذلك. فهذه فرصة لا تسنح كل يوم لإستخدام الرشاشات.

وأدى الرصاص الطائش إلى إصابة عدد من الأبرياء. فكلما إقترب موكب الشهيدين من بلدة فنيدق، إزداد عدد المصابين. ففي بلدة وادي الجاموس أصيب المواطن عبدالحفيظ مصطفى. وفي بلدة حرار أصيبت إلهام الحسن. أما الطفل لقمان علي كتوب فقد أصيب بصدره ورجله. ومع وصول الجثامين إلى فنيدق كادت عائلة الشهيد خالد حسن أن تدفع ضريبة دم إضافية مع إصابة أحد أبناء عمومته.

مساء الجمعة، انتهت ثلاثة أعوام من الأمل بألم وعتب كبيرين، حيث إحتضنت ساحة مدرسة فنيدق الرسمية مراسم تأبين الشهداء، قبل أن يتم مواراتهم في الثرى، لينضموا إلى الشهيد علي السيد، إبن بلدتهم ورفيقهم في السلاح، الذي كان من أوائل الذين قتلتهم التنظيمات الإرهابية.