التلميذ المريض هادي: يمنعونني من تحقيق حلمي

لوسي بارسخيان
الأربعاء   2017/09/27
أصيب هادي بسرطان الدم عندما كان عمره خمس سنوات

عندما وجهت إيمان رسالة بإسم ابنها هادي صالح (10 سنوات) إلى وزير التربية مروان حمادة، بقصد ايصال قصته، هو الذي تعافى من مرض السرطان منذ عامين وقد يخسر سنته الدراسية، لم تكن تتوقع ما يمكن لرسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن تفعله على صعيد الرأي العام. حتى أن الرسالة وصلت فعلاً إلى مسامع الوزارة، التي أكدت أن أبواب المدرسة مفتوحة أمام هادي أسوة بالتلاميذ الآخرين، بصرف النظر عن "الحاجات التعليمية الخاصة"، التي تقول إدارة المدرسة إن هادي بحاجة إليها ليلحق بمستوى رفاقه التعليمي.

أصيب هادي بسرطان الدم عندما كان عمره خمس سنوات. وبعدما ظهر عليه المرض في الشهر الثالث من سنته الدراسية الأولى بعد الحضانة، اضطر لإلى التغيب تكراراً عن المدرسة، إلى أن أوصلته ظروف عائلته في السنة الماضية إلى متوسطة الفرزل الرسمية.

وفي السنة الماضية، تعرض هادي لوعكة صحية بسبب ترقق العظام، لم تسمح له بمتابعة دراسته بالشكل اللازم. وكان من المفترض أن يعاد تسجيله في السنة الرابعة المتوسطة خلال العام الدراسي الحالي، إلا أن والدته تقول إن مديرة المدرسة وافقت على تسجيل ابنيها الآخرين، وطلبت منها نقل هادي إلى مدرسة أخرى تعنى بحالته.

كان وقع كلام المديرة على ايمان أكثر ايلاماً مما اضطرت إلى تحمله من عذابات ابنها المريض. وفي لحظة ألم انصب الغضب على مديرة المدرسة. وكتبت في رسالتها بلسان ابنها أنها "قررت أن تضع حداً لمشواري الدراسي، وبكل برودة قالت لأمي روحي سجليه بمدرسة فيها أولاد مثله، هيدا على أساس أنا عامل ذنب ولازم يكون في مطرح مخصص للأطفال المذنبين (نوع الجريمة سرطان)".

وفي الرسالة نفسها إشارة إلى تعرض المديرة للتلميذ بالضرب، وحكي عن حالة "اشمئزاز" من وجوده في المدرسة. وتشير ايمان لـ"المدن" إلى سوء معاملة تعرض لها ابنها، الذي تريده أن يحقق حلمه بأن يصبح مهندساً معمارياً، هو الذي اعتقدت أن المرض لن يترك له مستقبلاً.

ولأن العالم الافتراضي ليس مفتوحاً أمام الأستاذ ليبرر فعلته، احتكمت المديرة إلى رؤسائها في منطقة البقاع التربوية، شارحة ما عانته المعلمات طوال السنة في محاولتهن دمج هادي مع رفاقه، فضلاً عن القلق الدائم الذي عشنه بسبب حالته الصحية.

في المقابل، حرصت مصادر المنطقة التربوية على تأكيد مناقبية المديرة، وما تتمتع به من إنسانية تمنعها من تعنيف التلميذ. فـ"كيف إذا كان الحديث عن تعنيف جسدي لطفل يُعالج من مرض السرطان؟".

وتؤكد المصادر أنه لو أتبعت السبل القانونية في نقل الشكوى إلى المنطقة التربوية لم يكن هناك ما يمنع أن يُسجل هادي في أي مدرسة رسمية، وإن كانت التقارير الدراسية تشير إلى حاجته إلى عناية تربوية خاصة، يمكن أن يخضع لها من خلال 20 مركزاً متخصصاً في البقاع. فلا يظلم هادي بتعريضه للرسوب مرة أخرى، ولا يظلم رفاقه الذين تحولت حالة هادي سبباً لتشتت تركيزهم. لكن، القرار في النهاية يعود إلى الأهل في تقدير مصلحة أولادهم.