هذه 7 مشاكل تعاني منها عرسال..هل تنفع الـ15 مليون؟

لوسي بارسخيان
الأربعاء   2017/08/09
الفوضى العارمة في البلدة تجعلها منطقة غير مريحة للسكن (عبدالله الحجيري)

"كيفما ضربت الدولة المعول، ستجد ما يحتاج الى إصلاح في عرسال". هكذا، يعلق العراسلة على قرار مجلس الوزراء، الخميس في 3 آب، "تأمين اعتماد بقيمة 15 مليون دولار من أجل تنفيذ عدد من المشاريع التنموية، التي تشمل القطاعات الانمائية". فالحرمان في البلدة غير مرتبط بالأزمة السورية، إنما هو نتيجة عقود من الاهمال، لم تكن حكومات متعاقبة خلالها مدركة بوجود قرية على الخريطة اللبنانية اسمها عرسال. وقد جاءت أزمة اللاجئين لتفاقم الوضع سوءاً، وتصبح عرسال فعلياً متعطشة لأي مشروع انمائي.

شبكة المجارير
البلدة، التي تقع على ارتفاع يفوق 1500 متر عن سطح البحر، لم يسبق لها أن تعرّفت إلى شبكة الصرف الصحي، بل إن جميع منازلها مقامة على جور صحية توازي بعددها عدد الوحدات السكنية في البلدة. وقد أضيفت اليها تلك التي ترافقت مع نشوء تجمعات السوريين. ما أنتج وضعاً صحياً غير سليم في البلدة. 

النفايات
تتخلص عرسال عملياً من نفاياتها عبر حرقها في تلة على أطراف البلدة معروفة باسم "المصيبة". ومصيبة البلدة مع هذه المعالجة غير الصحية وغير البيئية كبيرة جداً، خصوصاً أن التجمعات السكنية تقع في منطقة أعلى من مكان حرقها. ما يجعل البلدة والبلدات المجاورة، خصوصاً بلدة الفاكهة، تختنق بروائح نفاياتها المحروقة.

شبكة المياه
يشكو سكان البلدة من أن المياه السائلة على الطرق العامة أغزر بكثير من تلك التي تصل إلى بيوتهم. علماً أن مصدر الري الأساسي في البلدة هو الآبار الجوفية. وفي ظل انتشار الجور الصحية بكثافة، تطرح علامة استفهام بشأن نوعية المياه المتوفرة من هذه الآبار ومدى صلاحيتها للشرب. ووفق المعنيين في البلدة، فإن جمعيات الهيئات الداعمة أمنت تكرير هذه المياه للنازحين السوريين في البلدة، فيما العراسلة يشربونها من دون تكرير.

شبكة الكهرباء.. والزفت
في هذه المشكلة، عزاء العراسلة الوحيد أن حالهم مع الكهرباء ليس أقل أو أكثر سوءاً من القرى اللبنانية الأخرى. عليه، من الطبيعي أن تكون الإنارة العامة في البلدة مفقودة أيضاً. كذلك، حال طرقها التي امتلأت بالحفريات، علماً أن بعضها لم يسبق له أن تعرف إلى الزفت. 

القطاع التربوي
كان معظم أهالي البلدة يرسلون أولادهم إلى المدارس الخاصة، وعددها 9 في البلدة. لكن، مع تفاقم الوضع المعيشي بسبب عدم قدرة الأهالي على الوصول إلى كرومهم المنتشرة في المرتفعات التي استولى عليها مسلحو جبهة النصرة منذ العام 2014، بالإضافة إلى الوضع المتفاقم للعاملين في قطاع الحجر بسبب استمرار وجودها في المنطقة الواقعة تحت سيطرة داعش حالياً، لم يعد بإمكان الأهالي تعليم أولادهم في المدارس الخاصة، إلا أنهم اصطدموا بأن المدارس الرسمية مشغولة حالياً من قبل النازحين السوريين.

تعاطي المخدرات
أضيفت إلى ذلك كله مشكلة تفشي تعاطي المخدرات، التي يقول المعنيون في البلدة إن بعض أنواعها يوزع على أبواب المدارس، في ظل حديث متكرر عن وجود معملين لتصنيع الكبتاغون، في البلدة، أنشأتهما شراكة بين لبنانيين وسوريين.

عشوائية البناء
الفوضى العارمة في البلدة تجعلها منطقة غير مريحة للسكن، حيث يشكل مشهد عشوائية البناء دليلاً آخر على اشاحة نظر الدولة عنها، من دون أن تتوفر أحياناً الطرق اللازمة لتأمين التواصل بين الأحياء المكتظة. ما يتسبب بزحمة سير، باتت خانقة بسبب النزوح السوري الى البلدة. وللعراسلة عرف خاص، وفق أحد أبناء البلدة، يسمح لهم ببناء بيوتهم في المشاعات العامة عن طريق ما يُعرف بوضع اليد. وهذا ما خلق فوضى عارمة في مسألة تنظيم الممتلكات وانتقال الملكيات. وكاد النزوح السوري يفاقم هذا الوضع سوءاً، خصوصاً بعد استقواء البعض بالمجموعات المسلحة من أجل فرض أمر واقع جديد.

لكن، تبقى العبرة في انفاق الأموال في مكانها المناسب، وعدم تضييعها في الصفقات أو الدراسات أو حتى التنفيعات، علماً أن الحكومة خصصت في الجلسة عينها مبلغ 15 مليون دولار كي ينفق في القرى المجاورة لعرسال.