حماة الديار بعد شكوى دقماق: "يبلّط البحر"

بشير مصطفى
السبت   2017/08/05
حماة الديار جمعية منحلة؟ (علي علوش)

بعد أشهر على إعلان حلّها، عادت حماة الديار إلى الواجهة، بعدما تقدم الشيخ بلال دقماق بشكوى تهديد وقدح وذم وتشهير أمام النيابة العامة التمييزية ضد الجمعية، على خلفية الفيديو الذي نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه أحد الأشخاص وهو يتلو اتهامات بحق دقماق وداعي الإسلام الشهال.

وسلكت جهة الادعاء طريقين. فهي تقدمت بكتاب إلى المدعي العام التمييزي سمير حمود وآخر إلى وزارة الداخلية لوقف الجمعية التي تمارس نشاطاً عسكرياً وتقوم بالتحريض الطائفي. ويصف دقماق الفيديو بأنه يتضمن تشهيراً وتحريضاً على القتل من جمعية منحلة. ويوضح دقماق أن ما دفعه الى التحرك كان التراخي والتمييز في المعاملة من وزارة الداخلية. فهي في رأيه "لا تتحرك إلا ضد من لا يملك سنداً. أما المقربون من حزب الله فتتم حمايتهم وإن قاموا بجرائم ثأر، ويتركون ليوزعوا الحلوى ويذبحوا الخراف، كما لا يتم منع نشاطات جماعة منحلة". وهو لا يتأخر في مطالبة مخابرات الجيش وفرع المعلومات بالتحرك لسوق هؤلاء الى القضاء لمحاسبتهم.

ويتحدث دقماق عن الظروف التي سبقت الادعاء، فقد كان على تواصل مع نواب ووزراء، ونزل عند رغبتهم بنقل المواجهة الى القضاء. وزار المدعي العام التمييزي سمير حمود، "الذي أثق به أكثر من غيره في القضاء"، من أجل إطلاعه على خطورة الأمر. وينفي دقماق التهم "غير الأخلاقية" التي وجهت اليه في الفيديو، لافتاً الى أنها لا تعنيه وغير صحيحة. كما أنه وإن قام بأي مخالفات شرعية في الماضي فقد تاب.

بسخرية وتهكم يستقبل قائد حماة الديار رالف الشمالي الحديث عن ادعاء دقماق، داعياً إياه إلى "تبليط البحر". وهو يؤكد أنه لم يتبلغ رسمياً بوجود شكوى ضد جمعيته. ورغم أن مضمون الشكوى لم يذكره بالإسم، يُقر الشمالي بأنه هو من ظهر في الفيديو الذي توارت فيه وجوه العناصر الأخرى. ويشير الى أنه يحمل على عاتقه مسؤولية آلاف المنتمين والمؤيدين الذين يتكلم بإسمهم.

ويدافع الشمالي عما ورد في الفيديو، فهو قام بتسجيله في أحد مخيمات "التوعية على حب الوطن". وكان بمثابة ردة فعل على مواقف دقماق، وإستند في كلامه الى ما نشرته وسائل الإعلام عن ممارسات غير أخلاقية قام بها في الماضي، خصوصاً أنه "سبق أن تم توقيفه بسبب امتلاكه مستودع أسلحة".

وعن عبارة "الزمان بيناتنا، وكل حادث إلو حديث"، يقول الشمالي إنها عبارة يمكن أن تأخذ معاني مختلفة، وقد فهمها المدعي على أنها تهديد. وعن شرعية التحركات التي تقوم بها الجمعية، وإذا كان الجيش بحاجة الى من يدافع عنه، يقول الشمالي إن عمل حماة الديار يستلهم نشاطه من ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وتمثل الجمعية عنصر الشعب الذي أراد الوقوف إلى جانب الجيش. كما يستند الشمالي في الدفاع عن موقفه إلى حديث رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قناة CBC المصرية، الذي قال فيه إن الجيش بحاجة الى المساعدة لحماية لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي.

ويرفض الشمالي الإقرار أن حماة الديار جماعة منحلة. ذلك أنها تقدمت بدعوى أمام مجلس شورى الدولة ضد قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق، وهي تنتظر القرار القضائي، داعياً إلى حل الكيانات التي لا تعترف بنهائية لبنان، مثل حزب التحرير. ويتحدث الشمالي عن دور إضافي لحماة الديار في الرد على من وصفهم بـ"الغربان السود، مثل طارق شندب وجيمي ماهر"، أو حيث لا يمكن لقيادة الجيش الرد مباشرة.