مطلوبو عين الحلوة خارج الاتفاق: بعضهم غادر المخيم

خالد الغربي
الثلاثاء   2017/08/01
تشير المعلومات إلى تمكن أربعة فلسطينيين مطلوبين من مغادرة المخيم (Getty)

كلام واضح كتبه المسؤول في جند الشام أو الشباب المسلم، رامي ورد، على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي: "عرضنا الخروج من مخيم عين الحلوة، انما هو من أجل أهلنا لكي لا نكون ذريعة كما حصل في مخيم نهر البارد. لكن يبدو أن هناك من لا يريد، لكي نبقى مادة دسمة للتجارة وجلب الأموال بحجة محاربة الارهاب". ما يعني أن اتفاق جرود عرسال بين جبهة النصرة وحزب الله والدولة اللبنانية لا يشمل خروج نحو 120 مطلوباً لبنانياً وفلسطينياً ومن جنسيات أخرى يقيمون داخل مخيم عين الحلوة.

ورد، وهو واحد من هؤلاء، يقيم في حي المنشية داخل عين الحلوة ويوفر الحماية الأمنية لعدد من المطلوبين المتهمين، من بينهم الفنان المعتزل فضل شاكر.

وعندما كانت معركة جرود عرسال على مشارف نهايتها، جرى الكلام عن تمكن أربعة فلسطينيين مطلوبين من مغادرة المخيم. وهذا ما أشارت إليه مصادر فلسطينية لـ"المدن". وما عزز فرضية الهروب ملاحظة صيداويين يقيمون في تعمير عين الحلوة استنفار عناصر الجيش اللبناني المنتشرين في محيط المخيم. ولم يعرف إذا كان الفارون قد تمكنوا من الوصول إلى سوريا للالتحاق بتنظيمات ارهابية، أم أن القوى الأمنية تمكنت من القبض عليهم، وهي تتكتم عن ذلك لضرورات أمنية. لكن رواية الفرار هذه إذا صحت فهي بمثابة "بروفا" ناجحة. فرغم الاجراءات التي زادت، ورغم ارتفاع جدار عازل وبوابات حديدية، تمكن هؤلاء من المغادرة والفرار.

وتؤكد مصادر لبنانية أن المطلوبين اللبنانيين هم مواطنون لبنانيون يفترض محاكمتهم في بلدهم. وهو أمر ينطبق على فلسطينيي لبنان أيضاً. أما من أخرجوا في اتفاق جرود عرسال فهم سوريون. ويؤكد متابعون لـ"المدن" أن الافتراضات والأحاديث عن شمول اتفاق الجرود مغادرة مطلوبي عين الحلوة استند إلى صياغات وطروحات سابقة جرى التوصل إليها بين مراجع أمنية لبنانية وقيادات فلسطينية كانت تناقش كيفية تجنيب المخيم الخراب والدمار عبر التخلص من عشرات المطلوبين المتهمين بالتنفيذ والتخطيط لأعمال ارهابية. وحينها شاعت روايات عن ترجمة هذا التجنيب بـ"تسليم مطلوبين، ومن يستطيع الهرب فليهرب، ومن يقتل يكون قد قتل".

لكن معظم قيادات عين الحلوة، خصوصاً تلك التي تؤدي أدواراً أمنية، نفت علمها بتضمن اتفاق الجرود إخراج المطلوبين من عين الحلوة. غير أن مصادر فلسطينية أكدت أن قيادات فلسطينية سعت إلى هكذا حل يريح المخيم. ووسط ذلك تتخوف هذه المصادر من أن يصار لاحقاً إلى عقد اتفاق جانبي بشأن حل قضية المطلوبين في عين الحلوة، وينضج على وقع إشكالات مسلحة قد تحصل داخل عين الحلوة.