ثمن مفرقعات النجاح لعلاج المصابين بالسرطان.. في الصرفند

صفاء عيّاد
الأربعاء   2017/07/05
لا تملك البلديات آليات للمحاسبة في حال مخالفة قراراتها
نتيجة ما حصل بعد صدور نتائج الشهادة المتوسطة من احتفال بالمفرقعات النارية، ومع اقتراب موعد صدور نتائج امتحانات الثانوية العامة، أطلق رئيس بلدية الصرفند علي حيدر خليفة مبادرة مميزة موجهة إلى أهالي البلدة الذين ينتظرون نتائج أبنائهم، بالقول: "ماذا لو استبدلنا دفع ثمن المفرقعات النارية التي سنطلقها فرحاً بالتبرع للمرضى المصابين بالسرطان؟".

وكانت بلدية الصرفند اتخذت قراراً بمنع بيع المفرقعات النارية في فترة الأعياد، ولاقى تجاوباً كبيراً. لكن، مع بدء صدور نتائج الشهادة المتوسطة لم تلتزم المحال ولا الأهالي بالقرار. ما دفع رئيس البلدية إلى إطلاق مبادرة "تحاكي ضمائر أهالي البلدة"، وفقه، معتبراً أن القرارات الخطية التي تعمّم تكون في أغلب الأحيان حبراً على ورق مع عدم وجود آلية للمحاسبة من جانب البلديات، التي تنتظر مؤازرة القوى الأمنية.

عليه، ستقوم البلدية بتوزيع صناديق التبرع في أماكن عدة في البلدة مخصصة لطلاب الشهادة الرسمية وأهلهم، من أجل التبرع بثمن المفرقعات لمرضى السرطان. ويشير خليفة إلى أنّ موضوع التبرع سيشمل الأطفال المصابين بالسرطان وسكان البلدة (مثل النازحين السوريين)، الذين ليس بمقدورهم الاستشفاء على نفقة وزارة الصحة أو الضمان الاجتماعي.

ويؤكد خليفة أنه لا يستطيع منع الأهالي من الفرح بنتائج أولادهم. لكن، يمكن في السنوات المقبلة تعميم الفكرة على قرى ساحل الزهراني والمدارس للترويج لها. "قد نكون تأخرنا بإطلاق الحملة، لكن لنجعلها هذا العام تجربة يمكن الاستفادة منها أكثر في السنوات المقبلة. فالأموال التي تصرف على المفرقعات كفيلة بتغطية علاج لمرضى السرطان لستة أشهر على الأقل في حال استجاب المواطنون".

المبادرة التي أطلقها خليفة، عصر الإثنين في 3 تموز، عبر صفحته الخاصة في فايسبوك لاقت ردود فعل إيجابية في البلدة، سواء أكان عبر التفاعل الإفتراضي أم عبر التفاعل الشخصي والاستجابة الفورية مع المبادرة. وستشهد الأيام القليلة المقبلة، التي تفصل عن صدور النتائج، السبت في 8 تموز، بدء التجهيز اللوجستي ونشر البيانات وانتداب شخص موثوق من قبل البلدية لمتابعة الموضوع.

استطاع خليفة توحيد البلدة مع مبادرته، باستثناء بعض أصحاب المحال التي تبيع المفرقعات النارية. فعباس علاء الدين، وهو أحد التجار الذين يوزعون المفرقعات النارية على عدد من المحال في البلدة، يشير إلى أنّ القرار لا يمكن تنفيذه بشكل سريع، فالناس معتادون على هذا الأمر، ويلزمهم سنوات عدة لتقبل أساليب جديدة للتعبير عن الفرح. ورغم الأضرار المادية التي ستلحق به، إلا إنه سيلتزم قرار البلدية بعدم البيع. "لكن، لن يستطيعوا منعي من البيع في القرى المجاورة".