عرسال خائفة من حزب الله:"استيقاظ" الخلايا النائمة في المخيمات

لوسي بارسخيان
الخميس   2017/07/27
يتخوف أبناء عرسال أن لا تكون هذه المعركة نهاية "الأزمة" الإقتصادية (عبدالله الحجيري)

حبست عرسال أنفاسها منذ ليل الثلاثاء- الأربعاء، في 25 و26 تموز، مع إعلان الإعلام الحربي التابع لحزب الله انتقال المعركة في "مرحلتها الأخيرة" إلى منطقة وادي حميد.

عملياً، تقع المنطقة على بعد أمتار من التحصينات العسكرية التي اتخذها الجيش اللبناني منذ أحداث آب 2014، لحماية البلدة من تسلل "مسلحي النصرة". ووفق نائب رئيس البلدية ريما فليطي، يعيش في المنطقة المعزولة نهائياً عن محيطها نحو 780 عائلة سورية، أي نحو 4500 شخص. إضافة إلى تجمعات صغيرة للنازحين في منطقة وادي الحصن القريبة، يرجح أن يكون سكانها قد انتقلوا إلى منطقة وادي حميد أيضاً، التي لم ينتقل منها إلى داخل عرسال سوى نحو 250 نازحاً منذ ليل الجمعة، في 21 تموز. ولم يسجل منذ انطلاق المعركة أي طلب لإنتقال آخرين، علماً أن القرار العسكري حازم في منع اجتياز الذكور ممن تجاوزوا عمر الـ14 سنة حاجز الجيش اللبناني في المنطقة.

عليه، إذا كانت معركة حزب الله الأشرس قد خيضت في الجرود الجبلية، فإن المرحلة الأدق "في تطهير الجرود" هي على حدود التجمعات السكنية في البلدة، وسط تخوف من تحويل العائلات السورية في وادي حميد إلى دروع بشرية تعطل العمل العسكري، ومن "استيقاظ" الخلايا النائمة في المخيمات مجدداً. ما قد يدفع إلى تكرار سيناريو آب 2014، في محاولة لاستهداف الجيش اللبناني وحواجزه، التي تقول الفليطي إنها تلقت تهديدات مباشرة في الأيام الماضية.

إذاً، العملية دقيقة بالنسبة إلى حزب الله، الذي اضطر إعلامه الحربي، الأربعاء، إلى نفي معلومات تحدثت عن استهدافه المدنيين، فيما بدا أن وتيرة العمليات العسكرية قد تراجعت، لتفتح الحلول على كل الاحتمالات، وحتى على استمرار المفاوضات لاقناع المقاتلين بالقاء سلاحهم. وهذا ما جعل عرسال في "هدوء حذر"، على ما وصفته الفليطي، أضيف إلى تعطل حركة البلدة المستمر منذ بداية "الأزمة السورية"، ليخفت صوت أهلها كلياً منذ بداية معركة الجرود، حتى في كشف موقفها من "تحكم حزب الله بزمام المعركة في جرودها". فخنقته في تشييع نائب رئيس بلديتها السابق أحمد الفليطي، الذي استهدف بصاروخ مباشر، لتبقى صامتة في تشييع شابين على الأقل من شبابها سقطوا خلال قتالهم مع "فتح الشام" خلال الأيام الماضية، وفق ما كشفته الفليطي لـ"المدن".

ووفق الفليطي، فإن خوص حزب الله هذه المعركة في جرود عرسال يبدو نتيجة طبيعية لأداء خاطئ لبعض من ورطوا عرسال وفق أجنداتهم الخاصة في الأزمة السورية بذريعة "التعاطف الإنساني" مع نازحيها، من دون أن تعفي من هذه المسؤولية تيار المستقبل، الذي تقول إنه خسر الانتخابات البلدية في البلدة نتيجة استراتيجيته الخاطئة فيها.

ورغم "الاعتراض الضمني" الذي يسجل تجاه أداء البلدية الحالية، التي توصف ببلدية "سرايا المقاومة"، حيال المعركة الدائرة، خصوصاً في رسائلها المباشرة وغير المباشرة التي وجهتها إلى مسؤولي مخيمات النازحين الـ127 الموجودة فيها، وتحذيرها من أي احتكاك مباشر أو غير مباشر مع الجيش اللبناني خلال المعركة الدائرة، فإن صمتها بدا مقصوداً بعدما ضاق أهالي البلدة بـ"القلة" التي ولدت الأزمة بينها وبين النازحين الذين حضنتهم إنسانياً في بداية الأزمة. وبات تعويل الأهالي كبيراً على بدء عودة هؤلاء إلى مناطقهم الآمنة، بدءاً من قارة إلى عسال الورد وإلى جرابلس، التي تقول الفليطي إن مباحثات جرت منذ 20 يوماً مع أهلها الراغبين بالعودة.

ولا تخفي الفليطي تخوف أبناء عرسال أن لا تكون هذه المعركة نهاية "الأزمة" الإقتصادية، وأن تدفع البلدة ثمن التحرير إطباقاً أمنياً عليها من قبل حزب الله. وهذا ما يُهمس في عرسال، من دون تسجيل اعتراضات مباشرة عليه، أقله ليس قبل انتهاء المعركة وتظهير صورة المرحلة المقبلة، التي يقول منسق تيار المستقبل في عرسال عبدالمنعم الحجيري إن التعويل خلالها سيكون على تسلم الجيش اللبناني الجرود "المحررة"، مكرراً موقف المستقبل الرافض أي معركة تحرير يخوضها غير الجيش في عرسال.