الحريري إلى واشنطن: حزب الله يحرجه مجدداً؟

منير الربيع
الجمعة   2017/07/21
سيحاول الحريري في واشنطن استشراف آفاق المرحلة المقبلة (علي علوش)

ثلاثة أحداث هامّة تستبق زيارة الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية، في نهاية الأسبوع الحالي. الموقف الأميركي حول ضرورة نزع سلاح حزب الله، مرفقاً بالاجراءات العقابية ضد إيران واتهامها بالتسبب بزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، والتصعيد العسكري المفترض في جرود عرسال، والزيارة السريعة والخاطفة التي أجراها، مساء الأربعاء في 19 تموز، إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وما أصبح واضحاً أن زيارة الحريري إلى واشنطن ستكون من أجل استشراف المرحلة المقبلة، واتخاذ المواقف الملائمة، لاسيما في ما يخص اللاجئين السوريين ودعم الجيش، بالإضافة إلى المطالبة بعدم شمول العقوبات التي ستفرض على حزب الله الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

تتحدث مصادر متابعة لـ"المدن" عن أن لقاء الحريري مع بن سلمان كان من أجل تنسيق المواقف، في ضوء الزيارة الأميركية، تزامناً مع تصعيد سياسي ضد إيران. ويشير المقربون من الحريري إلى أن اللقاءات مع القيادة السعودية ستستمرّ للتدليل على استمرار التعاون والتنسيق العميق بينهما، لاسيما في ظل العلاقة الجيدة التي تربطه ببن سلمان. لكن الأساس بالنسبة إلى المستقبليين يبقى في الدعم المالي. وهذا ما يزال غير واضح رغم تلقي وعود كثيرة بشأنه، خصوصاً على أبواب الانتخابات النيابية.

لكن في ضوء التقارير التي تتحدث عن أن حزب الله قد يفتح معركة عرسال من أجل عرقلة زيارة الحريري الأميركية أو التشويش عليها، خصوصاً إذا استطاع الحزب السيطرة على الجرود، فإن موقف الحريري سيكون صعباً جداً. ذلك أن الحزب هو الفاعل في الميدان، بينما يذهب كلام الحريري والحلف الذي ينتمي إليه هباءً منثوراً، لاسيما الولايات المتحدة، التي كانت تؤكد أنها لن تسمح للحزب وإيران بالتمدد والسيطرة أكثر في سوريا ولبنان، تماماً كما حصل على الحدود العراقية- السورية.

حتى الآن، ينظر الحريري بعين الرضا إلى ما حصل في جرود عرسال. إذ إنه تلقف الأمر، ودعم الجيش دعماً غير محدود من أجل قطع الطريق على الحزب. كما يعتبر أنه نجح في عدم السماح بإستدراج الجيش في أي معركة لمصلحة حزب الله ضد اللاجئين. وهذا ما أكده قائد الجيش جوزف عون حين قال إن المدنيين من لبنانيين ولاجئين داخل عرسال هم في حماية المؤسسة العسكرية. لكن لا شيء محسوماً بعد.

وفي معرض التعليق على الدعوات الأميركية لنزع سلاح حزب الله، يعتبر المستقبليون أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الإدارات الأميركية المتعاقبة موقفاً كهذا، لكن من دون اتخاذ أي اجراء عملاني. بالتالي، فإن كل ذلك يبقى في إطار الكلام. أما إذا كان هناك توجهات جدية لذلك، فهذا يعني أنه سيكون هناك حرب في لبنان، ولا مجال للمزاح في هذا الموضوع.

ويشير المستقبليون إلى أن هناك مأزقين يواجههما لبنان. الأول هو إمكانية إندلاع حرب تريد واشنطن شنّها لتحجيم نفوذ حزب الله، كما تقول، وهذا ما سيؤدي إلى دمار البلد. أما المأزق الآخر فهو أن تحصل تسوية بين واشنطن وطهران، ومن ضمنها حزب الله. بالتالي، فإن ذلك سيعني مزيداً من سيطرة الحزب على البلد وإيران على المنطقة، في إطار اعتراف دولي.

سيحاول الحريري في واشنطن استشراف آفاق المرحلة المقبلة، لاسيما في موضوع الإتفاق الأميركي- الروسي، وما سيحمله من انعكاسات على لبنان والمنطقة، وكيفية رسم المناطق الآمنة، وإذا كانت مناطق النفوذ ستتعزز أكثر، وما هي المنطقة التي ستكون من نصيب إيران.