سعودي أوجيه انتهت: الموظفون يتحرّكون

خالد الغربي
الإثنين   2017/06/05
يؤكد الموظفون أن تحرّكهم مطلبي وليس سياسيّاً (Getty)

"سننزل إلى الشارع مرة ومرات حتى تحقيق المطالب ودفع مستحقاتنا، لأننا سئمنا التسويف والوعود الكاذبة"، يؤكد ذلك مصروفون من شركة سعودي أوجيه. رص موظفو الشركة صفوفهم وسيرفعون الصوت عالياً للمطالبة بحقوقهم المهدورة أو "المسلوبة"، على حد قول بعضهم. منذ فترة شكلت لجنة متابعة، وهي ستعقد، الأربعاء في 7 حزيران، مؤتمراً صحافياً في مقر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، للحديث عن "الظلم" اللاحق بهم نتيجة عدم دفع مستحقاتهم المالية. وهناك تحرك احتجاجي سينفذ عند موعد الإفطار، الجمعة في 9 حزيران، أمام بيت الوسط.

وتناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات للحوار واعتبار أن باب الحلول لم يقفل. لكن لماذا التصعيد؟ أكثرية المصروفين تميل إلى ممارسة الضغط ووصف التحركات بالمشروعة والمطلوبة. ويقول مهندس صيداوي عمل لسنوات في الشركة: "التحرك حق. وعلمتنا التجارب أن لا حق يضيع وراءه مطالب"، رافضاً مقولة إن المطالب والتحركات مسيسة وتأتي في توقيت خاطئ. "أنا قريب من تيار المستقبل، ومن ناخبي السيدة بهية الحريري، مع ذلك سأدافع عن حقي. وكفى وعوداً. تحركنا مطلبي وليس سياسياً".

قبل أسبوعين نفذت عائلات موظفي سعودي أوجيه اعتصاماً في ساحة رياض الصلح في بيروت رفعت خلاله لافتات طالبت بإحقاق الحق. في كلمة القتها باسم العائلات قالت السيدة شهناز غياض "ارحموا ضعف أطفالنا أمام رغيف الخبز وعلبة البسكويت". وخاطبت روح الرئيس الراحل رفيق الحريري بالقول: "هل تعلم أن الأطفال سيمنعون من التعليم ومتابعة دروسهم وأنت الذي علمت الآلاف من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؟". وقبل مدة نفذ اعتصام أمام السفارة السعودية في بيروت، وسلم وفد من المعتصمين مذكرة ناشدت الملك السعودي التدخل شخصياً لحل هذه القضية المحقة واعطاء موظفي الشركة وعمالها حقوقهم.

أما في السعودية فالوضع ليس أفضل حالاً. إذ علمت "المدن" أن محاولات حفظ ماء وجه الشركة لم تصل إلى هدفها. فالمسؤول الرفيع في شركة سعودي أوجيه بلال فياض أبلغ إلى موظفين راجعوه أن الأمور تتجه إلى تعقيدات إضافية. ووفق متابعين، فإن هذه الاجراءات حاسمة خلال شهري حزيران وتموز. والأهم، أنه في آخر شهر تموز 2017 قد لا يكون هناك شيء اسمه شركة سعودي أوجيه، وحتى مشروع الصيانة لم تُعهد إليه أي تلزيمات، إذ توزعت صيانة القصور على شركات أخرى، خصوصاً أن الموظفين والعاملين في قسم الصيانة أبلغوا الاستغناء عنهم وعقودهم ستنتهي بعد شهر. والشركة لم تعد تعمل إلا في مشروع وحيد هو مشروع coast، والعاملين فيه يتم نقلهم تدريجاً إلى شركة MACC، وأن أكثر من 30 لبنانياً من المحظوظين والمقربين نقلوا إلى هذه الشركة الناشئة.

"سعودي أوجيه انتهت"، يقول المتابعون. وكل ما تردد عن إمكانية تعويمها، في الفترة الماضية، لا يعدو كونه لهواً بالموظفين والعمال. "أكلنا الضرب وتعيشوا وتأكلوا غيرها"، يقول موظف لبناني لايزال ينتظر في السعودية فرجاً لن يأتيه، وفق قوله.