إسرائيل "تخجل" من ابتسامة روحاني:قد تُنسيها خطر حزب الله

سامي خليفة
الإثنين   2017/05/29
الحرس الثوري الإيراني يرى في روحاني منافسه المرير (Getty)

اعادة انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني ليس بالضرورة خبراً طيباً لإسرائيل، رغم اعتدال مواقفه الخارجية. فمن وجهة نظر إسرائيل، فإن روحاني لا يملك سلطة لردع أكبر خطر عليها، أي حزب الله.

ولاية روحاني الرئاسية الثانية وانعكاساتها على إسرائيل عرضتها صحيفة يديعوت أحرونوت، التي رأت أن من يتخذ القرارات في إيران بشأن قضايا مثل المشروع النووي والحرب على سوريا ومساعدة الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله، هو الزعيم الديني والسياسي الأعلى علي الخامنئي. فهو القائد المباشر للحرس الثوري، والمسؤول عن تطوير السلاح النووي، ومن يدير مباشرةً الحرب في سوريا ويصدر أوامر إلى حزب الله.

تحلل يديعوت الخطوات التي سيقوم بها روحاني في ولايته الجديدة، وترى أنه حتى لو عارض تحويل ملايين الدولارات إلى حزب الله سنوياً، فليس لديه فرصة لاحداث تغيير، إذ إن خامنئي لن يسمح له بالمس بهذه القضايا الحساسة.

استفادت إسرائيل دائماً، وفق الصحيفة، من تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الراديكالية، لإنشاء نظام عقوبات صارم ضد إيران يؤثر بشكل كبير على حلفائها، ومن بينهم حزب الله. لكن الحديث الناعم وروح الابتسامة التي يتمتع بها روحاني، التي تخلق انطباعاً عن شخص معتدل، قد تساعده على كبح الجهود الإسرائيلية والأميركية لوقف تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية ودعم حزب الله.

ورغم أن رفع العقوبات عن إيران، بعد الاتفاق النووي مع القوى العالمية، زاد من احتياطيات الدولار في خزائنها بالمليارات، وسمح لها بإعادة بيع النفط بحرية، إلا أن هذا الوضع لم تتأثر به بعد الطبقات الوسطى والدنيا، ولايزال الشباب العاطلون عن العمل يتجولون في الشوارع. ووفق يديعوت، إذا نجح روحاني في تنفيذ ما وعد به في حملته الانتخابية، بخفض معدل البطالة المرتفع بين الشباب الإيرانيين، فهذا لن يكون في مصلحة إسرائيل، لأنه سيحافظ على نظام آيات الله إلى الأبد ويعرضها لمخاطر كبيرة على حدودها مع لبنان وسوريا.

ورغم ما تقدم، ترى الصحيفة أن هناك جانباً يبعث على التفاؤل الحذر من إعادة انتخابه. فخامنئي يستمع إليه ويقبل رأيه حتى عندما يحدث تناقض تام بينه وبين آراء قادة الحرس الثوري. ومن الممكن، على سبيل المثال، أن يتمكن من إقناع المرشد الأعلى بإيقاف ضخ مئات الملايين من الدولارات التي تستثمرها إيران في حزب الله.

تضيف الصحيفة أن الحرس الثوري الإيراني يرى في روحاني منافسه المرير، لأنه نادى بصوتٍ عالٍ بتخفيض قوته الإقتصادية. إذ تملك هذه المنظمة العسكرية نحو 40٪ من مشاريع الإقتصاد والغاز والنفط الإيرانية، والصناعة المدنية، وصناعة الأمن، والتجارة الخارجية ويتقاضى قادتها أجوراً مرتفعة على نحو غير متوقع.

لذلك، فإن التفاؤل الحذر نابع من تصريحات روحاني خلال حملته الانتخابية، حيث أنه سيحاول عدم زيادة ميزانية السلطة. وإذا نجح، ستكون أخباراً طيبة لإسرائيل، إذ سيضطر الحرس الثوري إلى أن يكون أقل سخاءً تجاه حزب الله وحماس وسوريا والميليشيات الشيعية في العراق.

وتخلص يديعوت إلى القول إن مشكلة روحاني اليوم في إيران هي أنه يواجه القوى المحافظة الرئيسية، التي ستحاول تخريب إنجازاته قدر المستطاع. وبما أن مستقبل المعركة السياسية في البلاد لايزال غامضاً، "يجب على إسرائيل أن تواصل المراقبة الاستخباراتية وأن تبقى متنبهة إلى ما سيحدث هناك. فالإيرانيون يميلون إلى مفاجأة العالم إذا لم تتم مراقبتهم، حتى مع وجود رئيس دائم الابتسامة كروحاني".