عرسال: مشروع انتحاري يفجّر نفسه

منير الربيع
الجمعة   2017/05/26
ساعة انهاء ملف جرود عرسال بدأت تدق (حسن عبدالله)
مجدداً عاد الوضع الأمني إلى الواجهة وعاد معه هاجس التفجيرات المتنقلة. واللافت أن عودة شبح التفجيرات يأتي بعد موقفين بارزين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن ضرورة ايجاد حلّ لأزمة الجرود عبر الضغط من قبل أهالي عرسال والمناطق المجاورة على المسلحين لإجبارهم على المغادرة، لأن معركتهم بلا أفق. لا شك في أن حزب الله يسعى بكل الطرق إلى دفع المسلحين إلى المغادرة نحو الشمال السوري، سواء أكان ذلك بالمفاوضات أم بمعركة.

في المقابل، يستمر الجيش اللبناني في اجراءاته التي يعززها منذ تسلّمه العديد من النقاط والمواقع على السلسلة الشرقية بعد إعلان حزب الله فكفكة مواقعه، كما تشهد الجرود يومياً عمليات قصف مركز من قبل الجيش باتجاه مواقع المسلحين. وهذا الضغط، قد يكون سبب اندفاع بعض المجموعات المسلحة لتنفيذ عمليات تفجير في الداخل اللبناني لتخفيف الضغط عليها في الجرود. فيما هناك من ينفي ذلك، ويقول أن ليس لدى المجموعات أي قدرة على ذلك، وهي لا تريد الدخول في معركة في لبنان.

ليل الأربعاء الخميس، تحدثت معلومات عن حصول تفجير في رأس بعلبك. وبعدها بساعات تمكن الجيش من القبض على أحد الأشخاص الذين أعدّوا لهذا التفجير. وبفعل الحقيقات معه، اعترف بارتباطه بتنظيم داعش، وأقرّ على عدد من الأشخاص الذين ينسقون معه. وعلى الإثر توجهت قوة من مديرية المخابرات إلى بلدة عرسال لاجراء مداهمات والقبض على الأشخاص المرتبطين بالتنظيم الارهابي.

وتشير المعلومات المتداولة إلى أنه أثناء دهم منزل المطلوب بلال البريدي، حصلت اشتباكات بينه وبين من معه مع الجيش اللبناني. ما دفع بالبريدي إلى تفجير نفسه، فأوقع اصابات طفيفة في صفوف العسكريين. ويؤكد أكثر من شخص في عرسال، في مقدّمهم رئيس البلدية باسل الحجيري، أنه لم يحصل أي تفجير في البلدة، واطلاق النار كان من أجل تفريق الناس وفتح السير. ويؤكد العراسلة أن القوة المداهمة قبضت على ثلاثة أشخاص وغادرت.

وبعدها برزت رواية أخرى، تفيد بأن البريدي فجّر نفسه وهو داخل الآلية العسكرية التي كانت تقلّه، وقد حصل التفجير في بلدة النبي عثمان التي تبعد عن عرسال نحو 20 كيلومتراً. ما دفع ببعض المصادر إلى التساؤل عن كيفية تمكن البريدي من الصعود إلى الآلية وهو يحمل حزاماً ناسفاً أو عبوة أو قنبلة، من دون تفتيشه. فيما هناك من يعتبر أن البريدي حاول الهروب والهجوم على أحد العسكريين. ما أدى إلى انفجار قنبلة قتلته.

ووفق ما جاء في بيان مديرية التوجيه في الجيش، فإن قوة من مديرية المخابرات دهمت في بلدة عرسال مكان وجود الإرهابي بلال إبراهيم بريدي، وهو أحد المشاركين في التفجيرات التي حصلت في بلدة رأس بعلبك، وقد أقدم الأخير على تفجير نفسه. ما أدى الى مقتله وإصابة بعض العسكريين بجروح غير خطرة، نقلوا على اثرها إلى أحد المستشفيات للمعالجة.

لا شك في أن ما حصل قد يؤشر إلى ما هو أخطر، وهو أن ساعة انهاء ملف جرود عرسال بدأت تدق، وحزب الله يريد تأمين هذه المنطقة بشكل كامل. لذلك، يصر على إخراج المسلحين منها. وبما أن المفاوضات لم تحرز أي تقدّم، فإن الخيار العسكري حاضر.

في المقابل، تقول فصائل المعارضة في تلك المنطقة إنها لن تغادر الجرود إلى الشمال، بل تريد العودة إلى قرى القلمون وعلى حزب الله الانسحاب منها لتخرج هي من الجرود. ويؤكد معارضون أن معركتهم لا يمكن أن تكون باتجاه الجانب اللبناني ولا مع الجيش اللبناني، انما تنظيم داعش هو الذي قد يلجأ إلى تنفيذ هكذا عمليات. وتعتبر هذه الفصائل أن انسحاب حزب الله من بعض النقاط وتسليمها إلى الجيش، هو تكتيك لحماية نفسه ودفع الجيش إلى المعركة.