عذّبها يوميّاً وحاول قطع لسانها

لوسي بارسخيان
الإثنين   2017/05/15
تحركت مفوضية اللاجئين مطالبة بحماية أمل (لوسي بارسخيان)

إلى مستشفى تمنين في قضاء بعلبك نُقلت السورية أمل علي الخليل (18 سنة)، مساء الأحد في 14 أيار، في حال أذهلت الأطباء، الذين كشفوا عليها. فآثار التعنيف "الوحشي"، كما وصفه الدكتور عماد مسعود، لم تقتصر على تحطيم أسنانها ومحاولة إقتلاع لسانها، إنما طعنت بأسياخ حامية في أعضائها الحساسة، وفي بطنها. ما ترك لديها تشوهات جسدية وصدمة نفسية، استدعت اصرار المستشفى على تبليغ القوى الأمنية، بعدما كانت عائلتها تنوي معالجتها ولو على نفقتها، ومغادرة المستشفى من دون التقدم بأي شكوى.

وفق الضحية أمل، فإنها الزوجة الثانية لهلال (38 سنة)، الذي كان يعذبها يومياً مستعيناً بأطفاله القاصرين من زواجه السابق، وقد غادرت المنزل سابقاً، لكنها عادت إليه حماية لطفلتها البالغة من العمر ستة أشهر. إلا أن والدة الضحية نفت أن تكون على معرفة بتعنيف الزوج لابنتها، وذكرت أنه كان يقول لها إنه لا يفعل أكثر من ضربها كف على وجهها "لتربيتها"، لأنه كما يقول يشكو من "سلوكها".

تعمل أمل مع زوجها في مزرعة لتربية الدواجن، ورغم صغر سنها، تقول والدتها إنها هي التي اختارت زوجها. لا يعرف كثيراً عن الظروف التي دفعت بفتاة في سن الـ17 لتحمل ما تحملته من ضرب وتعذيب من زوجها منذ أكثر من سنة، إلا أن ثمة من حاول أن يجد مبرراً، من خلال ما نقلته والدتها عن الزوج بـ"أنه كان يقول عنها إنها وسخة"، علماً أن الوالدة لم تقل ذلك تبريراً لفعلة "صهرها"، بل هي تؤكد أنها حذرته أكثر من مرة أنه إذا كان يشكو من سلوك ابنتها، فليبلغها بالأمر وهي الكفيلة بتربيتها.

في المقابل، تشير مديرة منظمة كفى زويا روحانا، لـ"المدن"، إلى أن "ادعاء" الزوج لا يمكن أن يكون مبرراً حتى لو كان صحيحاً، خصوصاً إذا كان قد وصل إلى هذا الحد من الأذية الجسدية.

وتؤكد روحانا أن "التعنيف"، وإن لم يكن حكراً على المجتمعات السورية، فإنه من الطبيعي أن "تزداد هذه الحالات في المجتمعات التي تعاني من الفقر والتهجير، وهي عوامل مساعدة على تطور العنف". وتأسف لكون بعض السيدات اللواتي يعانين التعنيف يربين فتياتهن على تقبل الأمر.

بعد فضح "جريمة" تعنيفها، لم تعد أمل وحدها، بل تحركت مفوضية اللاجئين، وفق الدكتور مسعود، مطالبة بحماية أمل، معرباً عن اعتقاده أنه "قد يكون لدى هؤلاء تخوف من أن يلحق أهلها الأذية بها، خصوصاً بعدما شاعت قصتها للعلن، حماية لما يعرف بالشرف".

وقد استرعت حال أمل اهتمام الجمعيات النسائية التي تحاول مكافحة ظاهرة التعنيف الأسري، خصوصاً في المجتمعات السورية، إلا أنه، وفق نيبال زيتونة، وهي رئيسة شبكة المرأة السورية، فإن مكان الايواء المطلوب لضحايا هذا النوع من التعنيف قد لا يتوفر إلا عبر منظمة كفى، أو كاريتاس إذا كان الأمر يتعلق بضحايا الاتجار بالأعضاء.

وأكدت زيتونة لـ"المدن" أن مثل هذه الحالات من التعنيف الشديد متكررة فعلاً في مجتمعات اللاجئين السوريين، وإن ليس بالمستوى نفسه من العنف، وهي ناتجة بشكل عام عن الضغط النفسي وحالة الغليان التي يعيشها اللاجئون. وتشير الدراسات بشأن هذه الظاهرة إلى أن العنف يتركز في المخيمات بشكل عام، وفي لبنان بشكل أكبر إذا قيس بدول الجوار كسوريا وتركيا.