أطباء بلا حدود: أزمة اللاجئين لا تنحصر بأوروبا

عباس سعد
السبت   2017/04/08
ساعدت أطباء بلا حدود 21 ألف لاجئ في العام 2016 (ريشار سمور)

عقدت منظمة "أطباء بلا حدود" جلسة بعنوان "الشتات في البحر... ثمن الهجرة" في مقهى مزيان- الحمرا في بيروت، الجمعة في 7 نيسان، ناقشت فيها الهجرة، براً وبحراً، وتداعياتها الإنسانية والنفسية والحقوقية، بمشاركة المنسقة الإدارية لفرق الهجرة القسرية في المنظمة أوريلي بونتيو، ومحمد هارون، وهو صحافي مستقل من أفغانستان والولايات المتحدة ومعني بشؤون المهاجرين، وآنجيلا سميث، وهي باحثة مستقلة مقيمة في القاهرة وتعمل في القضايا المتعلقة بالهجرة والمهاجرين، وروز ماهي، العضو في الجمعية اللبنانية المعنية بشؤون المهاجرين.

بدأت الجلسة بفيديو عن دور المنظمة في توفير المساعدة للمهاجرين عبر تنفيذ أنشطة البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى الخدمات الطبية المجانية التي تقدّمها على الطرق والحدود المختلفة، حيث ساعدت 21 ألف لاجئ في العام 2016.

تناولت بونتيو موضوع تمركز قضيّة اللاجئين حول أوروبا، حيث أن المعلومات الإعلامية عن الأزمة تعطى من منظور تفاعلها في أوروبا. والحقيقة أنّ الأمور معقدة أكثر من ذلك. فليس صحيحاً أن أكثر اللاجئين يتجهون إلى أوروبا، بل إنّ هذا مفهوم بدأ يتكرّس مع تفاقم أزمة اللاجئين السوريين منذ العام 2013. بينما أزمة اللاجئين موجودة في بلدان عديدة ومعظم اتجاهات الهجرة إلى خارج أوروبا، في بلدان مثل أستراليا وجنوب أفريقيا.

وأشارت بونتيو إلى أن خطاب بعض الدول الأوروبية يركّز على اللاجئين عبر البحر، في حين أن أكثرهم يأتون عبر البر، لإضافة تعابير مثل "الاحتلال" لجعل عمليات الهجرة مخيفة للسكان الأصليين، فيشعرون كأن أحداً يحتلّ بلادهم. وأكّدت أن الأزمة في أوروبا ليست آنية، بل تتعلق بفشل السياسات التي أوصلت إلى رهاب الأجانب الحالي والعنف تجاه اللاجئين.

ولتأكيد أن الأزمة لا تنحصر بأوروبا، تحدّثت سميث عن أزمة اللجوء في شمال أفريقيا، وأوضحت أن هذه المنطقة تفتقر إلى الأرقام والاحصاءات الواضحة، حيث أن "كل الاحصاءات التي نملكها مرتبطة بالوصول إلى أوروبا فحسب". وركّزت سميث على دور ليبيا المحوري حالياً، إذ إن الفلتان في هذا البلد جعله ممراً لعبور اللاجئين من أفريقيا إلى أوروبا. وأشارت إلى أن بعض الدول في شمال أفريقيا هي نفسها تولّد اللاجئين والمهاجرين وتتعامل بعنصرية مع اللاجئين الآتين إليها من دول أخرى، كالجزائر والسودان مثلاً.

وللابتعاد عن الحصرية الأوروبية للأزمة، تحدّث هارون عن اللاجئين والمهاجرين الأفغان الذين يعود تاريخ هجرتهم إلى عشرات السنوات. وأشار إلى أن الأزمة السورية أعادت موضوع اللاجئين الأفغان إلى الواجهة و"معاناة الطرفين أوصلتنا إلى إدراك أن القوانين العالمية لحماية اللاجئين باتت غير مجدية. لذلك بات علينا إعادة النظر في المبادئ وفي طريقة التعامل مع قضايا اللاجئين".

ولإعطاء الجلسة خصوصيتها اللبنانية، تحدّثت ماهي عن تجربتها كعاملة أجنبية مهاجرة إلى لبنان. وهذا ما أثّر في الحضور بسبب واقعية ما سردته عن المعاملة القاسية التي واجهتها في المطار، عندما جاءت في العام 1998، ثم الصراع اليومي الذي عاشته كـ"امرأة أجنبية عاملة في منزل". بكل وضوح قالت ماهي: "لا نريد الشفقة ولا الأعمال الخيرية، نريد قوانين تحمينا".