إسرائيل تعيش الكابوس: إيران في 3 جبهات

سامي خليفة
الخميس   2017/04/20
يعتقد الجنود الإسرائيليون أن الحرب تشبه فيلم Black Hawk Down الأميركي (Getty)

تتحضر المؤسسات العسكرية الإسرائيلية لسيناريو سمي بالكابوس، أي الحرب على ثلاث جبهات، لكونه الأخطر منذ تأسيس الدولة العبرية. وينقل موقع Transconflict عن أستاذ العلاقات الدولية الإسرائيلي في مركز الشؤون العالمية في جامعة نيويورك ألون بن-مير أن طهران مصممة الآن على إنشاء جبهة ثالثة في سوريا ضد إسرائيل، بالإضافة إلى جبهتي حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

وهناك معلومات تفيد أن القيادة العسكرية العليا في إسرائيل قلقة بشكل خاص من احتمال وقوع حرب بين إسرائيل وحماس، من المحتمل أن ينضم إليها حزب الله. ومن شأن ذلك أن يتيح للفلسطينيين في الضفة الغربية الفرصة للانتفاض ضد الاحتلال.

وربطاً بقلق القيادة العسكرية، يريد بنيامين نتنياهو، وفق بن-مير، أن يكفل تفهم واشنطن الخطر الناجم عن الوجود العسكري الإيراني في سوريا من خلال إنشاء قاعدة لا تبعد كثيراً من مدينة القنيطرة، على بعد بضعة أميال فحسب من حدود مرتفعات الجولان. وتحقيقاً لهذه الغاية، اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ذلك، معرباً بلا لبس أن إسرائيل لن تتسامح مع وصول حزب الله إلى هذه المرتفعات بعد هزيمة داعش.

ولمنع مثل هذا السيناريو الكابوسي، الذي سيسبب كارثة للمجتمع الإسرائيلي، خصوصاً أن كثيراً من صواريخ حزب الله وحماس ستسقط في المجتمعات المدنية، أي أن هناك عشرات الآلاف القتلى من المدنيين. وعلاوة على ذلك، فإن هجمات القوات الإيرانية في سوريا ضد إسرائيل قد تجبر تل أبيب على قصف أهداف في إيران، مع التركيز في المقام الأول على المنشآت النووية في البلاد.

وفي الوقت الذي يستعد فيه الجيش الإسرائيلي للكابوس المقبل، وهو يجد نفسه مضطراً إلى تفجير واسع النطاق على الجبهات الثلاث، أمضت صحيفة هآرتس بعض الوقت مع ضباط شباب يعرفون أنهم سيشاركون في القتال، عاجلاً أم آجلاً.

يقول النقيب الشاب نيفو دي هان، الذي يشارك في الاستعدادات، إن "الجنود يعتقدون أن الحرب تشبه فيلم Black Hawk Down عن دخول قوات أميركية إلى الصومال مع إطلاق النار المستمر والجري والتفجيرات". لكن في الواقع، "هناك كثيراً من ساعات الدفاع، أو التخطيط للمرحلة المقبلة. في بعض الأحيان، يسألني الجنود: هل سيتم تسريحنا قبل أن تأتي الحرب؟ أقول لهم إن الحرب في بلادنا ستأتي لا محالة وسيتم استدعاء الاحتياط في مرحلة ما. سيحدث ذلك".

وقد التقت هآرتس النقيب نسيم بابليل، الذي يقود فرقة مساعدة لكتيبة ناحال 931، وخدم سابقاً في قيادة المجندين الجدد على الحدود اللبنانية. يشير بابليل إلى المعاملة الحسنة التي يحصل عليها الجنود في الاستعدادات الجارية. فـ"الجنود لديهم كل أنواع المشاكل، والجيش يعطيهم الأدوات اللازمة لمساعدتهم. حتى أننا نساعد الأسر في شراء الأثاث أو الأجهزة الكهربائية. والآن هناك مبادرة جديدة من رئيس الأركان لإعطاء المنح الدراسية للجنود الراغبين بالالتحاق بالجامعات".

طبيعة عمل بابليل تفرض عليه التعامل مع ظروف جنوده الشخصية. فمعظمهم يجيء من خلفيات صعبة، وهناك 65% من الجنود يتلقون مساعدات مالية من الجيش. ونحو 20% من أصل إثيوبي. وخلال فترة خمسة أشهر، يُسمح لثلث الجنود بالخروج في إجازة من أسبوعين إلى ستة أسابيع لكسب المال ودعم أسرهم.