ساعدوا أطفال ريان

جنى الدهيبي
الخميس   2017/03/23
وصية ريان أن تعيش ابنتها ليان مع خالتها

لا يمرّ عيد الأم بنفس النكهة على جميع العائلات. وهو إن كان ثقيلاً على من خسروا أمهاتهم، أو أمهاتٍ خسروا أبناءهن، فإن ثقله يحمل وجعاً أكبر على أطفالٍ صغارٍ قرر والدهم أن يقتل أمّهم، ويضع حدّاً لحياتها في "نوبة غضب".

هكذا، تحمل ابنة ريان إيعالي الطفلة ليان البالغة 10 أشهر، حزناً كبيراً لا تفهمه. تبكي طوال الوقت، تتمتم بكلمة ماما، تحاول أن تناديها لكنها لا تستطع. لا شيء يمحو الانكسار في عينيها الدامعتيّن، ولا شيء يعوّض حرمانها من صدر أمّها وهي تختبئ فيه حين ترضع.

توفت ريان (24 عاماً) في 9 آذار وتركت خلفها ولدين وطفلة رضيعة. هي، أُضيف اسمها إلى لائحة الضحايا المعنفات على يد أزواجهن. وهم، يدفعون ثمن حرمانٍ مُضاعف. بينما والدهم القاتل مسجون، في سجن القبة، ينتظر صدور حكمٍ بحقّه منذ أن ارتكب الجريمة في 2 شباط في جبانة باب الرمل في طرابلس. وقد خضع لمحاكمة واحدة، بحسب معلومات قضائية لـ"المدن"، "على أن يصدر القرار النهائي في سنوات سجنه خلال سنة".

لكن عائلة ريان تعيش ظروفاً إقتصادية صعبة. وقد نشرت منظمة كفى دعوة لتقديم مساعدات مالية إلى العائلة على حسابٍ خاصٍ فُتح لهذه الغاية (الصورة أدناه). فوالدها البالغ 75 عاماً، ووالدتها البالغة 60 عاماً، مريضان ولا يقدران على إعالة نسفيهما، لكنهما قررا الاحتفاظ بطفلتها ليان، نزولاً عند وصيتها قبل أن تتوفى، ويسعيان إلى استرجاع ولديها مؤمن ولؤي من بيت أهل الزوج.

تعيش ليان مؤقتاً مع جدتها وجدّها عند خالتها منال من أجل رعايتها. "إنّها وصية أختي بأن أرعى أطفالها. ورغم أن لدي 4 أطفال، يعاني أحدهم إعاقة خلقية، وزوجي يعمل في ميكانيك السيارات، لكنني لن أتخلى مع أهلي عن ليان، ونسعى إلى تأمين ما تحتاج إليه قدر المستطاع، رغم المصاعب الإقتصادية التي نواجهها"، تقول منال.

في هذا الوقت، لم تقبل عائلة الزوج، وهي تعيش في منطقة البداوي، أن يعيش الولدان مع أختهما الصغيرة عند خالتهم. تضيف منال: "قبل أيام، زارنا مؤمن (6 سنوات) ولؤي (4 سنوات) وكانا حزينين، وهما في المدرسة، وأخبراني أنّ عمهما يضربهما دائماً. لكننا قطعنا علاقتنا معهم ولا ندري إن كانوا سيوافقون على أخذهما منهم".

وفيما أنّ إقرار القانون 293 لحماية النساء من العنف الأسري، الذي صدر في نيسان 2014 سجل خطوة مهمّة في طريق حماية المرأة، بعدما منحها خيار اللجوء إلى السلطات في حال تعنيفها، لايزال عدد ضحايا العنف الأسري في تزايد مستمر.