الحريري: لماذا مصر أولاً؟

المدن - لبنان
الخميس   2017/03/23
بحث السيسي والحريري الأزمة السورية (Getty)

زيارة الرئيس الحكومة سعد الحريري مصر هي الزيارة الرسمية الأولى على رأس وفد وزاري، في سياق السعي لإعادة تفعيل المجلس الأعلى اللبناني المصري بعد سبع سنوات على عدم انعقاده. بالتالي، فإن الشق الأساسي لهذه الزيارة يتركز على توقيع إتفاقيات، وإعادة تعزيز التعاون التجاري والإقتصادي بين البلدين. لكن بالتأكيد، لم تغب السياسة عن هذه الزيارة، إذ أكد الحريري أنه بحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مختلف مواضيع الساعة إقليمياً ودولياً، خصوصاً الأزمة السورية وكيفية التعاطي مع ملف اللجوء.

وبعد اللقاء أكد الحريري أن لبنان يعلق أهمية كبيرة على دور مصر المحوري على الساحتين العربية والإسلامية، قائلاً: "قلت للرئيس المصري إننا في لبنان ومصر نواجه تحديات مشتركة ومن الضروري أن نحشد لها الطاقات المشتركة التي تجمع بين بلدينا". ولدى سؤال الحريري عن القمة العربية المرتقبة في الأردن، أبدى تفاؤله ازاءها، نافياً كل احتمالات دق إسفين بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، معتبراً أنه لا مبرر لاستباق الأمور "سنذهب إلى القمة، الرئيس عون وأنا، وستكون هناك كلمة لرئيس الجمهورية، وهي ستكون كلمة تمثل لبنان والطموح اللبناني واللبنانيين".

ولدى سؤاله عن سبب زيارة مصر قبل السعودية، أشار الحريري إلى أن الظروف شاءت ذلك، وتوجه للمشككين بعلاقته مع دول الخليج بالقول: "فليشككوا قدر ما يشاءون، العلاقات بيننا ممتازة، وسيرونني في المملكة قريباً. أعرف أن الإعلام في لبنان وغيره يحاول التشكيك، لكنني زرت مصر لأنه كان يجب أن أزورها قبل أن أكون رئيساً للوزراء، وأنتم ترون جدول أعمالي الحافل في لبنان، من الموازنة وغيرها، وصودف أنني زرت مصر أولاً، وليس هناك أي سبب آخر".

وزار الحريري والوفد الوزاري المرافق الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، حيث كان في استقباله بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، في حضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصرالدين ورؤساء الأبرشيات. ثم انتقل للقاء شيخ الأزهر أحمد محمد الطيب. وقال الحريري بعد اللقاء: "أردت أن أزور شيخ الأزهر لاهنئه على المبادرات التي يقوم بها، خصوصاً المؤتمر الأخير الذي ركز على المواطنة والعيش المشترك، وهو أيضاً ما نعيشه في لبنان".

وفي كلمة خلال منتدى رجال الأعمال اللبناني- المصري أكد الحريري "أننا نطمح إلى أن تشكل الاجتماعات نقلة نوعية في العلاقات بين لبنان ومصر، التي لا يمكن أن تتحقق من دون مشاركة فعالة من قبل القطاع الخاص في البلدين"، مجدداً تأكيد "متانة العلاقات وارادة الدولتين تطوير العلاقات لتأمين مستقبل مشرق لشبابنا الواعد".

ورأى الحريري أنه "لا بد من إصلاحات هيكلية تضع الأسس لاقتصاد عصري ومرن يحقق معدلات نمو مرتفعة والتنمية المستدامة وايجاد فرص عمل وزيادة المداخيل"، لافتاً إلى أن "الصادرات اللبنانية إلى مصر لاتزال ضئيلة وتفتقر إلى التنوع. ما يحدث اختلالاً في الميزان التجاري"، داعياً إلى "العمل على ايجاد فرص استثمارية مشتركة تخفف من البطالة والتأسيس لاستثمارات جديدة والعمل يداً بيد وبالشراكة بين العام والخاص لانعاش الحركة الإقتصادية". أضاف: "علينا تطوير حركة التجارة البينية وازالة المعوقات الجمركية، خصوصاً مع انعدام حركة النقل البري في ظل الأزمة السورية. وعلينا كحكومات ايجاد الأرضية الملائمة لتسهيل عمل رجال الأعمال".