إحباط إسرائيلي: حزب الله يحقق أهدافه

سامي خليفة
الأربعاء   2017/03/22
الدور الروسي في المنطقة يعطي زخماً لحزب الله (Getty)

شهدت الذكرى السنوية السادسة لاندلاع الحرب السورية، مواجهة عسكرية بين المقاتلات الإسرائيلية والصواريخ الروسية المضادة للطائرات التي يملكها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. والنتيجة، كما تلخصها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، هي اقتراب حزب الله من تحقيق أهدافهم في المنطقة وتنصيب فلاديمير بوتين زعيماً للشرق الأوسط.

التدخل الروسي في الصراع السوري، الذي بدأ في أيلول 2015، تحول في أواخر العام 2016، وفق هآرتس، إلى أكبر انجاز للنظام مع استسلام المجموعات المسلحة في حلب. ورغم استمرار القتال في جميع أنحاء البلاد، إلا أنه يبدو الآن أن حكم الرئيس الأسد ليس على وشك الإنهيار.

عوامل عديدة تبث الاحباط في الدولة العبرية. فبالإضافة إلى الدور الروسي في المنطقة الذي يعطي زخماً لحزب الله، من المتوقع أيضاً أن تستفيد إيران من الهجوم الذي طال أمده وتقوده الولايات المتحدة للسيطرة على الموصل. ذلك أن طرد المقاتلين الجهاديين من المدينة الواقعة في شمال العراق خلق لإيران رقعة متصلة من النفوذ تمتد من طهران إلى الموصل إلى دمشق، وتصل إلى البقاع وبيروت في لبنان.

التحركات التي تم الإبلاغ عنها، في الأسبوعين الماضيين، بشأن محاولة إقامة ميناء إيراني في منطقة طرطوس واللاذقية في سوريا، وبناء محطات لتصنيع صواريخ لحزب الله في لبنان، تنتاسب على ما يبدو، وفق هآرتس، مع الخطة الكبيرة التي تُعرف بالرقعة المتجاورة على الأرض، التي تمتد من الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في الشمال إلى اليمن في الجنوب. ما سيقلل من اعتماد حزب الله على قوافل التهريب التي تواجه غالباً غارات جوية إسرائيلية غامضة على الطرق السورية. بالتالي، فإن قدرات الحزب ستتعاظم بشكل غير مسبوق وسط عجز إسرائيلي تام.

وبعد الحديث منذ سنوات عدة عن التهديد النووي الإيراني كمصدر القلق الأكبر لإسرائيل، أصبح مصدر القلق اليوم يتمحور حول حزب الله بعدما توسع دوره الإقليمي. وهذا ما عززه كشف بنيامين نتنياهو عن خطة لإنشاء ميناء إيراني أثناء زيارته بوتين مؤخراً. فالمعلومات تشير إلى أن الايرانيين أطلقوا محادثات مع الأسد حول تأجير أرض لمدة 50 سنة، في ترتيبات مماثلة لتلك التي حصل عليها الروس في ميناء طرطوس.

ما ينبغي على إسرائيل فعله، وفق الصحيفة، هو وضع سياسة متماسكة مع أولويات واضحة، من أجل وقف التحركات الإيرانية المقبلة. فنتنياهو كان قد وضع لنفسه هدفاً طموحاً للغاية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، معارضاً خطة فيينا المتفق عليها بين إيران والقوى العالمية الست. ما أسهم في تحفيز الجهود الدولية لفرض عقوبات على إيران. بالتالي، المساعدة في دفع الإيرانيين على قبول اتفاق التسوية في فيينا. وهذا هو الأسلوب الذي يجب أن يُتبع لمواجهة إيران وحزب الله، وإن كانت مهمة صعبة اليوم، وفق هآرتس.