منطقة سورية آمنة لحزب الله: إسرائيل لن تسمح

سامي خليفة
الأربعاء   2017/03/15
ركز الجيش الإسرائيلي في سوريا على استهداف أسلحة حزب الله (Getty)

بعد دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى إنشاء منطقة آمنة في سوريا على طول الحدود مع لبنان، كشف موقع نيوز ديبلي الذي يجري تحقيقات عن الحرب السورية عن إيجابية هذه المنطقة بالنسبة إلى الحزب، وتأثيرها المحتمل على القوى الإقليمية.

والحال أن هذه المناطق الآمنة توفر لحزب الله، وفق نيوز ديبلي، أراض خالية من القتال، على أن تشمل الصفقة المقترحة بلدات من شرق الحدود اللبنانية إلى الغرب من شمال الطريق السريع، الذي يمتد من دمشق إلى وسط مدينة حمص ثم إلى حلب، حيث لحزب الله وجود محدود الآن.

وإذا أنشئت هذه المنطقة، فإن الاتفاق لا ينص على عودة اللاجئين المستدامة. فمن غير المرجح أن يعود العديد من اللاجئين طوعاً إلى منطقة آمنة يسيطر عليها النظام السوري أو حلفاؤه. مع ذلك، فإن حزب الله وحلفاءه الإيرانيين سيستفيدون، لأن هذه المنطقة ستحمي خط إمداد سلاح حزب الله، وتعزز مكانته في المشهد السياسي اللبناني وتؤمن مصالحه الجيوستراتيجية. كذلك ستؤمن موطئ قدم لإيران في منطقة القلمون.

في العام 2012، سعت المعارضة السورية المسلحة إلى استخدام منطقة القلمون الغربية، كقاعدة لعمليات حول دمشق. ويقول مراقبون وخبراء إن الدافع الأولي لحزب الله للانضمام إلى الحرب كان دحر قوات المعارضين المحيطة بطريق دمشق- حمص، الذي يربط العاصمة بكل من المحافظات الوسطى والغربية وشرق لبنان. على مدى السنوات القليلة الماضية، وبدعم من القوات شبه العسكرية السورية، تمكن الحزب من طرد المعارضين من معظم غرب القلمون. وهي الخطوة التي تزامنت مع موجات لجوء كبيرة من السوريين إلى عرسال.

على الجانب السوري، سيكون حزب الله، في حال انشاء هذه المنطقة، قادراً على تقسيم المسلحين في القلمون بين الغرب والشرق. في حين أنه من المرجح أن يستمر القتال مع المعارضين شرق الخط السريع، ولاسيما مع جيش الإسلام في مدينة رحيبة وقوات أحمد العبدو في جيرود، إلا أن الحزب سيعمل على تأمين استقرار المنطقة الاستراتيجية في غرب القلمون عبر المصالحات التكتيكية. ويمكن للمنطقة الحدودية أن تدفع الحزب إلى خفض مشاركته في سوريا، ما يقلل من عدد القتلى من عناصره في سوريا، والسماح له باستعادة بريقه بين مؤيديه في لبنان.

ويمكن للمنطقة الآمنة أن تخلق فرصاً لتحقيق مكاسب سياسية في لبنان، خصوصاً أن تدفق اللاجئين أصبح نقطة خلاف بين اللبنانيين. بالتالي، سيستطيع الحزب استخدام عودة اللاجئين لتعزيز شعبيته خارج قاعدته الشعبية، خصوصاً مع وجود ميشال عون في الرئاسة.

ويرى الموقع أن لهذه المنطقة عواقب جيوستراتيجية صارخة، أهمها المخاوف الأمنية الإسرائيلية من شحنات الأسلحة التي يتلقاها الحزب من طهران عبر دمشق. فنشاط الجيش الإسرائيلي في سوريا تركز في المقام الأول على استهداف هذه الشحنات ومخازن الأسلحة في جميع أنحاء دمشق. بالتالي، من المحتمل جداً ألا تسمح إسرائيل لحزب الله بتأسيس موطئ قدم ثابت في هذا الجزء من سوريا.

ويختم الموقع بالإشارة إلى أن روسيا تحاول دفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فتح خطوط للتقارب مع إيران. وهذا ما يفسر اهتمام الحزب في صفقة القلمون، لتمكين مشروع النفوذ الإيراني في وسط وغرب سوريا، وهي المنطقة التي تُعتبر "مفيدة" لإيران. عليه، ستكون الأشهر المقبلة حيوية لعدد لا يحصى من الفصائل في سوريا، في المنافسة الإقليمية والدولية المتراكمة، التي تعكس الأوجه المتعددة لهذا الصراع.