إسرائيل ترصد السلاح الإيراني: يهدد السعودية وغيرها

سامي خليفة
السبت   2017/03/11
تحاول إسرائيل كسب التعاطف الدولي (Getty)

تتابع إسرائيل تهديد إيران بمحوها عن الخريطة خلال دقائق، بقلق كبير مع استمرار طهران في اختبار أسلحة جديدة ونسج تحالفات سياسية، تعتبرها تل أبيب تحدياً لها ومخالفة للاتفاق النووي.

وترى صحيفة جيروزاليم بوست أن التهديد الإيراني في تزايد مستمر. ففي شباط 2017، اختبرت إيران صاروخاً باليستياً. ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على عشرين من الأفراد والشركات، الذين يعملون لشراء تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لهذا البلد. لكن ذلك لم يردع إيران، التي نفذت لاحقاً تدريبات عسكرية واسعة النطاق اختبرت خلالها ثلاثة أنواع من الصواريخ وأنظمة الرادار وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية. والهدف من هذه العملية، وفق موقع الحرس الثوري الإيراني، هو "تسليط الضوء على قوة الثورة الإيرانية ومواجهة العقوبات".

الخطر الإيراني، وفق الصحيفة، يتعاظم ويهدد دولاً عدة، خصوصاً أن إيران أجرت اختبارات أولية لتطوير سكود إيراني. كما أن المهندسين الإيرانيين يعملون على مدار الساعة في مشروع أطلق عليه اسم "الرياض أولاً". وكان الهدف منه إضافة 100 كيلومتر من المدى على مجموعة من صواريخ أرض من طراز سكود، لتمكينها من الوصول إلى وسط العاصمة السعودية. المشروع يُعمل عليه في قاعدة آل غدي في بيغ غانيش، على بعد 48 كيلومتراً غرب طهران، وبأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، فيما يتولى قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الجنرال أمير علي حاجي زاده مسؤولية موقع اختبار الصاروخ، الذي يحظى بأولوية قصوى مقارنة بغيره من المشاريع العسكرية.

وتحاول إسرائيل من خلال كشفها هذه المعلومات الاستخباراتية عن قدرات إيران الصاروخية، وتهديدها دولاً أخرى، كسب التعاطف الدولي. لكن القلق الإسرائيلي لا ينحصر في التهديدات العسكرية، إذ تعتبر الصحيفة أن تعزيز إيران علاقاتها مع حركة حماس يقلق إسرائيل بشدة ويعتبر تهديداً خطيراً، خصوصاً بعدما تجددت العلاقات بين الطرفين في شباط 2016، بعد زيارة وفد من حماس إيران. وهذا ما أكده تصريح سامي أبو زهري، المتحدث بإسم حماس في نهاية كانون الثاني 2017، خلال زيارته الجزائر، بقوله إن "الجهود والاتصالات جارية لتعزيز العلاقات مع إيران".

أما بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، فتشير الصحيفة إلى أنه وفق تقارير سرية في الخارج، فإن لقاءً سرياً عقد في بروكسل، في 15 شباط 2017، بين مسؤولين فلسطينيين وإيرانيين كجزء من مبادرة ديبلوماسية جديدة. وكان جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، موفداً من الجانب الفلسطيني.

وتلمح الصحيفة إلى أن تل أبيب تسعى إلى إنشاء تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وإن كانت بلورته تحتاج إلى وقت. فطموحات إيران بالهيمنة الإقليمية، تسبب في العالم العربي مزيداً من الاستياء، سوءاً أكان على المستوى السياسي أم الديني. وترى الصحيفة أن سلوك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد التجارب الصاروخية الإيرانية وتهديد إسرائيل، يبعث على التفاؤل بين المسؤولين في الدولة العبرية.