سيدات مواسم الضيعة: شمس وإنتاج وكسر تابوهات

حنان حمدان
الجمعة   2017/03/10
تأسست التعاونية في أيار 2005 من قبل 12 سيدة (غرينبيس)
بوجه مبتسم ومليء بالأمل استقبلت سيدات تعاونية مواسم الضيعة، في دير قانون رأس العين، عيد المرأة العالمي هذا العام مع إنجاز نظام الطاقة الشمسية الجديد في مركز التعاونية. ما سيشكل عاملاً إضافياً لتحسين نوعية منتجاتهن البلدية.

احتفلت دعد إسماعيل (55 عاماً)، متزوجة ولديها أربعة أولاد وترأس التعاونية النسائية، هي و22 سيدة منتسبة إلى التعاونية، بتدشين نظام الطاقة الشمسية الذي أنجزته جمعية غريينبيس، بعدما أطلقت حملة للتبرعات في تموز 2016، وتم تأمين 12 ألف دولار لشراء المعدات المطلوبة للمساهمة في حل مشكلة انقطاع الكهرباء. إذ تحصل القرية على ساعتين أو ثلاث ساعات من التغذية الكهربائية يومياً فحسب.

تأسست التعاونية في أيار 2005 من قبل 12 سيدة، آمن بالعمل التعاوني وقدرة النساء على أحداث تغيير. حينها، جُمعت الأموال من السيدات أنفسهن كل واحدة وفق قدرتها، لشراء المواد الأولية والآلات بمساهمة من جمعية الشبان المسيحيين. لكن في حرب تموز 2006، تضرر مبنى التعاونية واحترقت المزرعة التي قدمها أحد الأهالي للسيدات. بعد ذلك، عملت المجموعة في منزل إحدى السيدات إلى أن أعيد تأهيل مركز التعاونية.

تروي نور العين سقلاوي (38 عاماً)، وهي عضو مؤسس في التعاونية، متزوجة وأم لصبي وحيد، لـ"المدن"، حكايتها مع سيدات المواسم اللواتي أحدثن تغييراً جذرياً في حياتهن كما في نظرة المجتمع الذي ينتمين إليه، إذ تمكن من كسر التابوهات التقليدية، التي لا ترى المرأة سوى ضمن دائرة الرجل، من خلال تحقيق استقلالهن المالي والذاتي. وتقول عن تجربتهن الأولى: "لقد أصبحت شخصاً منتجاً وأنا سعيدة. تمكنت من مساعدة زوجي بعدما كنت متوجسة من فكرة عدم تمكني من متابعة دراستي بسبب ظروف عائلية حتمت عليّ تربية أولاد أختي بعد مرضها".



ماجدة مرتضى، سيدة أربعينية وعضو مؤسس أيضاً في التعاونية، تصف سعادتها بالعمل الذي فتح لها باب التعرف إلى أشخاص من خارج محيطها الضيق، كون الجمعية تشارك في كثير من المعارض والأسواق. ما عزز شخصيتها وجعلها مستقلة. أدركت مرتضى أهمية ما حققته بعد وفاة والدها قبل عامين، وهو كان من أكثر الداعمين لها. فبدأت بالمساهمة في إعالة أمها وإخوتها. تقول لـ"المدن" إن ما لاقته من تشجيع يرتبط بطبيعة المهنة نفسها، التي تشبه ما تقوم به المرأة في القرى أصلاً ولأن التعاونية تضم مجموعة من النساء وليست مختلطة أيضاً.

ويقول مسؤول حملات العالم العربي في غرينبيس جوليان جريصاتي: "بدأنا الترويج للطاقة الشمسية كبديل لتوليد الكهرباء منذ العام 2016، واستطعنا انجاز أول مشروع مع سيدات التعاونية. ما سيوفر عليهن الكلفة والجهد، وسيؤمن لهن منتجاً أكثر جودة". وهذا ما تؤكده إسماعيل بقولها: "نحتفل اليوم بتغيير إيجابي سيكون دائماً في حياتنا. لن تؤمن لنا الطاقة الشمسية مزيداً من الدخل فحسب، بل ستجعل إنتاجنا مستداماً أكثر وصديقاً للبيئة وخالياً من الملوثات، بعدما كانت بعض الآلات مجرد ديكور في المركز".

وتشير إسماعيل إلى أن هناك نحو 30 تعاونية مشابهة في الجنوب، "لكننا تميزنا عن غيرنا بملة السميد، وهي من منتجات التعاونية المبتكرة، التي وصلت نسبة مبيعاتها إلى 50%. وهي نوع من الخبز التقليدي التراثي الذي تميزت بتصنيعه سيدات دير قانون رأس العين، والذي يتكون من السميد والطحين والسمسم وزيت الزيتون". وهي تصنّع إلى جانب منتجات أخرى كالمربيات والمقطرات والشراب والمكبوسات والأعشاب والمنكهات وبعض المخبوزات اللبنانية التقليدية، باستخدام مكونات من إنتاج محلي من المزارع في محمية دير قانون رأس العين، تحت شعار "بلدي، صحي، خال من المواد الحافظة"، الذي تعتمده الجمعية للترويج لمنتجاتها.