أزمة النفايات: عون يحضر مفاجأة للبنانيين

حنان حمدان
الأربعاء   2017/02/01
الأجواء ايجابية في النقاش حول مخطط المرحلة الإنتقالية (ريشار سمور)

أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا حسن حمدان، في 31 كانون الثاني، قراراً بوقف نقل النفايات إلى مطمر كوستابرافا، بحسب ما كان متوقعاً، مانحاً أصحاب الشأن والمعنيين، بما فيهم اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية وشركة الجهاد للتجارة والمقاولات، مهلة أربعة أشهر، ابتدءاً من تاريخ تبلغهم، قبل إنجاز الإقفال النهائي. وتستمر خلال هذه المدة أعمال طمر النفايات تحت إشراف من ينتدبه وزيرا البيئة والأشغال العامة، لتنفيذ ما يستنسبانه من تدابير وفقاً لما تقتضيه سلامة البيئة المحيطة وأمن الملاحة الجوية.

هذا القرار الذي أعاد الأمل بامكانية عرقلة خطة الحكومة المستندة إلى خيار المطامر، أثار في الوقت نفسه تساؤلات كثيرة حول الضرر الذي قد يتسبب به ابقاء أبواب المطمر مفتوحة لأربعة أشهر إضافية، على سلامة الطيران المدني، في ظل تكاثر طيور النورس مؤخراً، حتى وإن كانت هذه المهلة ستحول دون انتشار النفايات في الشوارع والمكبات العشوائية. كما يمكن التساؤل عن الجهة الضامنة لتوفر الحلول بعد انقضاء المهلة.

يقول المحامي حسن بزي، وهو أحد المدعين في حديث إلى "المدن"، إن الجهة المدعية لم تمانع تأجيل قرار الإقفال لرفع الضرر عن المواطنين، وقد وفّق القاضي بين مسألتين، هما ضرورة إقفال المطمر وعدم عودة أزمة النفايات إلى الشارع. وإلى حين انقضاء المهلة المحددة سيتحمل المعنيون تبعات إقفال المطمر في حال عدم إيجاد بديل له.

ويشير المحامي عباس سرور، وهو أحد المدعين أيضاً، إلى أن الإبقاء على المطمر ونقل النفايات إليه خلال المرحلة المقبلة لن يكون كالفترة السابقة، حيث تضمّن قرار حمدان تعيين من تنتدبه الإدارات المعنية للإشراف على سلامة البيئة والملاحة الجوية، ويفترض أن يؤدي ذلك إلى تقليص المخاطر باعتماد وسائل غير تلك التي ابتكرتها السلطة ولم تثبت فعاليتها في إبعاد النورس. وأبعد من ذلك، يقول سرور إن أهمية القرار تكمن في اعتباره وثيقة تدين سياسة المطامر وتؤكد خطورتها وأثرها على البيئة والسلامة العامة.

في موازاة ذلك، برز الحديث عن خطة جديدة لمعالجة النفايات، واحدة انتقالية اقترحتها جمعية الأرض- لبنان وتناقش منذ مدة مع وزارة البيئة ورئاسة الجمهورية، وأخرى مستدامة لحل أزمة النفايات في لبنان على المدى الطويل، بحسب ما كشف رئيس الجمهورية ميشال عون أمام وفد من رؤساء اتحادات البلديات، الإثنين في 30 كانون الثاني، مشيراً إلى خطة جديدة لمعالجة النفايات ستنهي الأزمة وتراعي مصالح البلديات والمواطنين معاً، متمنياً الإعلان عنها قريباً.

ويؤكد رئيس الحركة البيئية بول أبي راشد، في حديث إلى "المدن"، أن الأجواء لاتزال ايجابية في النقاش حول مخطط المرحلة الإنتقالية، متوقعاً أن تكون الخطة طويلة الأمد، التي سيسعى عون إلى تنفيذها، مقبولة لدى الناس، بيئية وصحية، وقريبة مما يراه الخبراء مناسباً لمعالجة النفايات، وهي حلول تعتمد على الهرم العالمي في معالجة النفايات. ويشير أبي راشد إلى أن المساعي موجهة إلى بلورة خطة انتقالية يتم الاعتماد عليها كبديل من مطمر كوستابرافا، ومن بعده مطمر برج حمود، حيث يمكن البدء بتطبيق الخطة قبل انتهاء فترة الأربعة أشهر في حال استمر عون بهذا النفس الإيجابي والتعاطي الجدي مع هذا الملف.