اعترافات عميل سري لحزب الله في أميركا

سامي خليفة
الجمعة   2017/12/29
يصرّ كوراني على أنه غير مذنب في جميع التهم الموجهة إليه

بعدما سربت وزارة العدل الأميركية تحقيقاتها في حزيران 2017، عن اعتقال المهندس علي كوراني، في حي برونكس في مدينة نيويورك، بعدما زود حزب الله، منذ العام 2009 إلى العام 2015، بمعلومات جمعها عن أفراد الجيش الإسرائيلي في نيويورك، نشرت صحيفة ذا ديلي بيست الأميركية للمرة الأولى اعترافاته لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

خلال التحقيقات، أخبر كوراني أنه تم تجنيده بسبب اهتمام حزب الله بالحصول على عملاء مزدوجين نائمين يمكن تفعيلهم في حال الطوارئ. "وهو يعتقد أنه تم تجنيده بسبب تحصيله العلمي واقامته في الولايات المتحدة، في مسعى من جانب الحزب لتطوير الخلايا النائمة التي يمكن تفعيلها وتكليفها بإجراء العمليات".

بدأ تورط كوراني مع حزب الله، وفق التحقيقات، عندما كان عمره 16 عاماً. وهو زعم أنه تلقى أسلحة وتدريباً عسكرياً من الحزب، بينما كان لا يزال مراهقاً يعيش في لبنان. وبعد تدريبه، هاجر إلى الولايات المتحدة في العام 2003، وأصبح مواطناً في العام 2009. وتابع دراساته في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة سيتي في نيويورك، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال في العام 2013.

في منتصف مسيرته التعليمية، في العام 2008، جُنّد كوراني في الذراع الخارجية للحزب وشارك في أنشطته التدريبية العسكرية في العام 2011، وجمع فيما بعد معلومات عن مواقع كاميرات المراقبة، وموظفي الأمن، وموظفي إنفاذ القانون في مطار جون كينيدي الدولي.

يصرّ كوراني على أنه غير مذنب في جميع التهم الموجهة إليه. وقد تحدث مع مكتب التحقيقات الفيدرالي مرات عدة خلال عامي 2016 و2017، بما في ذلك خمس مقابلات أجراها محاميه مع المكتب، أوضح فيها أن موكله يرغب في تقديم المعلومات، آملاً في الحصول على الدعم المالي واستحقاقات الهجرة لبعض أقاربه. وقد قال محاميه أليكسي شاكت، لديلي بيست، إن موكله تعرض للخداع من مكتب التحقيقات الفيدرالي، بعدما وعده بالاتفاق معه من دون أن يستخدم المكتب اعترافاته ضده.

ووفق مكتب التحقيقات، اعترف كوراني بأنه التقى مع عميل سري للحزب كان يرتدي قناعاً، حيث أطلعه الأخير على الحلول المختلفة في حالة ضبط جواز سفره الأميركي أثناء سفره إلى الخارج، كأن يكون معه بطاقة جواز سفر تمكنه من الدخول من المكسيك أو كندا. وقد تم تجميد تجنيده كعميل سري في العام 2015، وقبض عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد عام واحد فقط.

بعد اعتقاله، قال ابن عمه إبراهيم الذي كان يعيش معه، للصحافة، إنه كان على علم بتحقيقٍ جارٍ. لكنه لم يعد يجيب على الاتصالات منذ حينها. وقد جاء اعتقال كوراني في أعقاب تحقيقات واسعة النطاق في أنشطة حزب الله المتعلقة بتهريب المخدرات في أميركا اللاتينية لوقف نفوذه في ما سمي بمشروع كاساندرا.

وتعليقاً على التحقيقات، أشار جوناثان شانزر، من مؤسسة المحافظين الجدد للدفاع عن الديمقراطيات للصحيفة، إلى أن أهداف حزب الله عسكرية في طبيعتها، وأن هناك اعتقالات مستمرة للمواطنين اللبنانيين الذين يقدمون الدعم للحزب. فـ"الايرانيون يحددون أهدافهم على أساس منتظم في الولايات المتحدة ولديهم عناصر متوفرة".

وليس هناك ما يشير، وفق الصحيفة، إلى وجود خطط فورية لدى حزب الله للهجوم على الأراضي الأميركية. ففي الواقع، يُزعم أن كوراني كشف عن هذه المخططات بعدما تم إيقاف تجنيده. لكن، الخبراء الأميركيين يشعرون بالقلق من إمكانية تنشيط هؤلاء العملاء النائمين انتقاماً من النشاط الأميركي الذي يتناقض مع مصالح الحزب أو إيران.