إسرائيل: هذه حال الحريري مع حزب الله

سامي خليفة
السبت   2017/12/02
إذا كان حزب الله ذكياً سيتجاهل الحريري (دالاتي ونهرا)

الأزمة الأخيرة التي عصفت بلبنان لم تؤثر، وفق الرؤية الإسرائيلية، على حزب الله الذي يشكل جزءاً من الحكومة ولديه قوة عسكرية تهدد إسرائيل. فوضع رئيس الحكومة سعد الحريري قبل الاستقالة وبعدها لا يشكل أي تهديد ولو بسيط على حزب الله.

استقالة الحريري وضعت المنطقة، وفق وكالة JNS.ORG الإسرائيلية، في مشهد جديد يشارك فيه السعوديون في صراع إقليمي متصاعد مع المحور الشيعي، بقيادة إيران. وهذا يصنع ما تصفه الوكالة بتحالف الغرباء بين السعودية وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بلبنان وحزب الله.

بعد عودته إلى لبنان، الأسبوع الماضي، عكس الحريري مساره وترك أمامه إمكانية البقاء في منصبه. إلا أنه حذر حزب الله في مقابلة مع قناة "سي نيوز الفرنسية" من أنه "لا يريد أن يكون هناك حزب سياسي في حكومته يتدخل في الدول العربية ضد دول عربية أخرى". إلا أن الكلام أمر والفعل أمر آخر. ويقول طوني بدران، الكاتب والباحث اللبناني المقيم في نيويورك والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط للوكالة، "لا تغير أقوال الحريري شيئاً من حيث توازن القوى، وهيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية".

لا شيء، وفق بدران، في الأحداث المحيطة باستقالة الحريري وعودته عنها يغير النظرة الإقليمية الإسرائيلية، التي "لا ترى أي تمييز بين لبنان وحزب الله". يضيف أن الأمر الوحيد والجديد في هذه القضية هو أن السعودية باتت تشارك هذا التوصيف، باعتبار الحزب هو الدولة. إذ لا يوجد ائتلاف مفيد ضد حزب الله في لبنان، وتصرفات الحريري توضح هذه النقطة.

عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة قبل عام كانت، وفق الوكالة، نتيجة استسلام كامل لحزب الله. وهذا ما أثبتته قائمة التنازلات على كل شيء تقريباً، من الانتخابات الرئاسية إلى تشكيل الحكومة إلى التعيينات القضائية والأمنية والإدارية، إلى البرلمان وقانون الانتخابات، وما إلى ذلك. لذلك، يرى بدران أن تخلي الحريري عن قرار استقالته يؤكد انقطاعه الفعلي مع السعودية تزامناً مع ملاحظة الحزب أن أوروبا والولايات المتحدة مستثمرتان في الحفاظ على الحريري.

ويقول جويل باركر، وهو الباحث في الشؤون السورية في مركز موشيه دايان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية في جامعة تل أبيب، إن خطاب الحريري المعتدل تجاه حزب الله منذ عودته إلى لبنان يشكل علامة فارقة. فالحريري يميل إلى أن يكون أكثر حذراً بشأن موقفه تجاه حزب الله وإيران عندما يكون في لبنان، وأكثر انفتاحاً حول انتقادهم عندما يكون في الخارج. وهو يقامر قليلاً في سياسته المتبعة. وإذا كان حزب الله ذكياً، فهو سيتجاهل الحريري ويواصل القيام بما يقوم به. يضيف أن حزب الله يعلم أن المؤيدين السعوديين للحريري لديهم خيارات محدودة في لبنان. ورداً على سؤال حول احتمال وقوع نزاع جديد بين حزب الله وإسرائيل، يرد باركر قائلاً إن "إسرائيل لن تقوم بضرب بيروت، بينما الرجل السعودي فيها يحاول مواجهة حزب الله".

قضية الحريري، وفق الوكالة، ليس لها أي تأثير مباشر على الديناميات التي يمكن أن تؤدي إلى حرب مع إسرائيل. وهي تعتبر أن سياسة الولايات المتحدة في لبنان لا معنى لها، لأن حزب الله يسيطر على الدولة ومؤسساتها. لذلك، يجب عليها إعادة تشكيل نهجها بالكامل واشتراط دعم القوات المسلحة اللبنانية باتخاذ اجراء ضد حزب الله والميليشيات التي تدور في فلكه.