اسم جديد في تمويل حزب الله..من هو رضا طاهر؟

سامي خليفة
الثلاثاء   2017/12/19
فر طاهر من جنوب فلوريدا إلى الشرق الأوسط

قضية جديدة تظهر إلى العلن في الولايات المتحدة ترتبط بتمويل حزب الله. لكن، هذه المرة استخدم الممول المزعوم، وهو لبناني يدعى رضا طاهر، حيّلاً جديدة للالتفاف على البنوك، وفق مزاعم وتحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي. فبعدما أدين طاهر، وفق صحيفة ميامي هيرالد، بتأسيس شركات زائفة لإيداع الشيكات المسروقة في البنوك المحلية، فر من جنوب فلوريدا إلى الشرق الأوسط لتجنب السجن. وبعد 8 سنوات من هروبه، ظهرت اتهامات جديدة وأكثر خطورة ترتبط بتحويل 94 مليون دولار لتمويل حزب الله.

طاهر، البالغ من العمر 38 عاماً، قام بحسب التحقيقات بإنشاء حسابات مصرفية في جنوب فلوريدا لتلقي رسوم كان يدعي أنها مرتبطة بجائزة اليانصيب وغيرها من الحيل لنقل الأموال لشركات في ألمانيا والصين والإمارات العربية المتحدة. وتعاون طاهر مع زوجته ح. جعفر (26 عاماً) في تنفيذ جرائم غسيل الأموال والاحتيال المصرفي من الخارج، وفق ما ذكره المدعون العامون الفيدراليون. وجعفر فارّة أيضاً، ويُعتقد أنها تقيم في بيروت مع طاهر.

وقالت مصادر لصحيفة ميامي هيرالد إن لائحة الاتهام، التي تضم 15 متهماً، لا تذكر حزب الله. لكن، شبكة طاهر أُقيمت لدعم الحزب اللبناني، الذي يُعتبر الآن قوة سياسية مؤثرة في لبنان، ولديه روابط مالية تمتد من جنوب فلوريدا إلى أميركا الجنوبية إلى أفريقيا ومناطق أخرى من العالم. وهناك إشارة واضحة إلى أن هذه القضية ليست مجرد قضية أخرى لغسل الأموال ظهرت أخيراً في أروقة المحاكم. إذ طلب المدعون العامون من قاضٍ اتحادي تعيين ضابط أمن للتعامل مع المعلومات السرية قبل المحاكمة في ميامي.

وقال خبير في مكافحة الإرهاب، يركز على أنشطة حزب الله غير المشروعة في جميع أنحاء العالم، إنه في حين أنه ليس لديه علم بعلاقات طاهر بحزب الله، فإن اتهامه يشير إلى شبكة متطورة جداً لغسل الأموال نقلت الملايين من الحسابات المصرفية في جنوب فلوريدا إلى شركات مشبوهة حول العالم. ونقلت الصحيفة عن إيمانويل أوتولنغي، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، قوله إن "الذين يقومون بعمليات احتيال صغيرة في ميامي لا يرسلون 94 مليون دولار إلى حسابات مصرفية أجنبية في أماكن مثل الصين وهونغ كونغ". أضاف: "من المعقول جداً أن هذا المخطط هو لتمويل حزب الله".

تسرد لائحة اتهام طاهر أعمالاً وهمية عدة في جنوب فلوريدا مع حسابات الشركات في مختلف البنوك التي تم فتحها من قبل عشرات من ناقلي المال، جندهم طاهر وآخرون. وقد دفع هو ومساعدوه آلاف الدولارات إلى الناقلين لاستخدام معلوماتهم الشخصية لدمج الشركات وإقامة حسابات مصرفية لاخفاء نشاطاتهم غير المشروعة. وقالت لائحة الاتهام إن "طاهر ومساعديه أعطوا ناقلي المال مجموعة متنوعة من التفسيرات لطبيعة أعمالهم، بما في ذلك بيع أو تصدير أو استيراد الالكترونيات والآلات والمنسوجات وغيرها من السلع".

وكشف التحقيق، الذي أجرته فرقة العمل المشتركة للارهاب في مكتب التحقيقات الفدرالي، التي تضم عملاء محليين وحكوميين وفيدراليين، أن طاهر وشركاءه كانوا يخبرون الضحايا في جنوب فلوريدا وأماكن أخرى أنهم فازوا بالجائزة الكبرى لليانصيب أو ورثوا مبلغاً كبيراً. لكن، من أجل جمعه فإنهم يحتاجون إلى دفع الضرائب أو الرسوم التي يجب إرسالها إلى حسابات مصرفية معينة، حتى يمكن نقلها في نهاية المطاف إلى شركات في الولايات المتحدة أو آسيا أو أوروبا أو أفريقيا.

من جهته، قال محامي الدفاع الذي يمثل أحد ناقلي المال للصحيفة إن موكله لم يكن على دراية تامة بخطة طاهر لتحويل الأموال إلى حزب الله. وهو يسأل عن سبب طلب الادعاء مؤخراً من قاضية المقاطعة الأميركية أورسولا أونجارو تعيين ضابط أمن للتعامل مع المواد السرية في قضية غسيل الأموال والاحتيال المصرفي.