"اللبنانية": طرف سياسي يعرقل تعليم طلاب العلوم الطبيعية

مريم سيف الدين
السبت   2017/12/16
الكلية تأخرت في تعيين الأساتذة (خليل حسن)

أشرف الفصل الأول في الجامعة اللبنانية على نهايته، من دون أن تعين إدارة الجامعة أساتذة لتدريس بعض المواد في قسم العلوم الطبيعية في كلية العلوم الفرع الأول. ورغم عدم تعيين أساتذة، إلا أن هذه المواد أقرت في البرنامج الدراسي، وحدد لها عدد من الأرصدة، وستبدأ إمتحانات نهاية الفصل الأول في كانون الثاني 2018. ومع إقتراب الإمتحانات لم يجد الطلاب ما يفعلونه سوى الإعتصام في الكلية للفت الإنتباه إلى مشكلتهم، والمطالبة بحلها بشكل عادل.

تقول ملاك بليبل، وهي طالبة في السنة الثانية في إختصاص العلوم الطبيعية، إن الطلاب خائفون على مصيرهم. وأنهم باتوا مهددين بعدم إنهاء تخصصهم خلال ثلاث سنوات والإضطرار إلى التسجيل سنة رابعة لإنهائه. وهم مهددون أيضاً بانخفاض معدلهم نتيجة عدم نيلهم أي علامة في هذه المواد. وإذا انخفض معدلهم فلن يتمكنوا من النجاح بالتعويض في إحدى المواد التي يدرسونها في حال نيلهم علامة متدنية في هذه المادة. ووفق بليبل، فإن الإدارة وعدتهم بالعمل على معالجة الموضوع قريباً من خلال المحاولة مع رئيس الجامعة تأمين أساتذة لتدريس هذه المواد. وهذا الحل، إن نجح، لا تجده بليبل مقنعاً. إذ سيجبرهم على دراسة مواد تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين خلال فترة قصيرة جداً.

لكن، دراسة المواد خلال وقت قصير يظل أفضل من عدم دراستها والخضوع لإمتحان. وهو ما حصل بالفعل العام الماضي، إذ خضع طلاب العلوم الطبيعية لإمتحانات تطبيقية في مواد لم تدرس لهم في الكلية.

في حديثه مع "المدن"، يقول الدكتور محمد مرتضى، وهو رئيس قسم العلوم الطبيعية في كلية العلوم الفرع الأول، والمعني مباشرة بالموضوع، إن حادثة العام الماضي لن تتكرر، نافياً أن تكون الكلية قد تأخرت في تعيين الأساتذة. فالملف كان مدروساً وجاهزاً وموافقاً عليه، لكن تغيير طرف سياسي موقفه عرقل الملف. "عندما لا يوافق طرف سياسي لا يمكن لإدارة الجامعة اتخاذ القرار". بهذه الجملة يختصر مرتضى حالة الجامعة.

وبما أن مجال علم الأحياء واسع جداً ولا يمكن لأي أستاذ تعليم مواد لم يتخصص بها، يرفض مرتضى تكليف أحد أساتذة الكلية المتفرغين بتعليمها، فضلاً عن عدم قدرة الإدارة على إلزامهم نظراً لإكتمال برنامجهم.

وكان مرتضى قد اتفق مع المدير والعميد على الإنتظار حتى آخر السنة لحل الموضوع، وإلا سيلجأ إلى "خطة إنقاذ"، يقول إنه لن يرضى أن تكون على حساب الطلاب، لكنها تتطلب تضحية منهم. وبانتظار ايجاد هكذا خطة يعيش الطلاب "أكشن" اعتادوه في الجامعة اللبنانية، وفق تعبيرهم.