مفاجأة الكتائب: عودة أبو ناضر وقدامى مقاتلي القوات

باسكال بطرس
الأربعاء   2017/12/13
هل تزعج عودة أبو ناضر إلى الكتائب سمير جعجع؟ (علي علوش)
أكدت مصادر مطّلعة لـ "المدن"، أنّ "المفاجأة" التي تم الإعداد لها خلال الأسابيع الماضية وسط تكتم شديد في لقاءات بعيدة عن الاضواء، والتي سيتم الإعلان عنها الأربعاء في الاجتماع الدوري الأسبوعي للمكتب السياسي في البيت المركزي- الصيفي، برئاسة النائب سامي الجميل، هذه المفاجأة تكمن في المصالحة بين إدارة الحزب والقائد السابق للقوات اللبنانية ورئيس جبهة الحرية ورئيس جمعية النورج فؤاد أبو ناضر، والتحاقه بالكتائب من جديد، في سبيل "التغيير نحو الأفضل".

فمن هو فؤاد أبو ناضر؟ هو ابن كلود الجميّل، إبنة مؤسس حزب الكتائب بيار الجميّل وشقيقة الرئيس أمين الجميّل. من مواليد بعلبك. بدأ عمله ونشاطه الحزبي في الكتائب في أوائل السبعينيات، ومع تأسيس القوات اللبنانية عام 1980، كان أحد أبرز أركانها. ساهم في كودرتها وتنظيمها وتفعيل دورها، وخاض المعارك على مختلف الجبهات. عايش أبو ناضر مرحلة رئيس القوات بشير الجميّل، وبعد اغتياله ترك مهنة الطب، وهو المتخصّص في جراحة القلب، ليصبح قائد القوات آنذاك. في عهده، بذل الجهد لإبعاد شبح التهجير عن مناطق وجود المسيحيين. وعام 1985، حصلت الانتفاضة الأولى الشهيرة، التي لم يستطع قمعها، فإذا بها تُطوّقه وتُخرج القرار السياسي والقيادي من يده وتضعه في قبضة هيئة تنفيذية انبثقت عن قيادة الانتفاضة، وكان أبرز أركانها سمير جعجع وإيلي حبيقة وكريم بقرادوني. عام 1986، انضم إلى عضوية المكتب السياسي في الكتائب، وتسلّم مجلس الأقاليم، وبقي في موقعه حتى العام 1990. بعد توقيع اتفاق الطائف، انفصل أبو ناضر عن قيادة الحزب وانضم إلى صفوف المعارضة الكتائبية. وفي العام 2007، أسّس أبو ناضر حزب جبهة الحرية التي ضمّت مجموعة من قدامى المقاتلين في القوات. وقد واجهت الحركة صعوبات في التعاطي مع الأحزاب والأطراف الأخرى على مختلف الأصعدة، فضلاً عن التهميش السياسي.

وقبل نحو ستة أعوام، أسّس أبو ناضر جمعية النورج التي تعمل مع جمعيات مسيحية في مجال التنمية، في لبنان والخارج، محدّداً لها أولوية تحصين الوجود المسيحي في مناطق الأطراف وتقويته في محيطه السني والشيعي، لئلا يدخل الصراع الملتهب فيتحوّل إلى "كبش محرقة"، وسط الحروب المشتعلة في المنطقة.

وفي هذا الاطار، تلفت المصادر إلى أنه بعد اغتيال النائب والوزير بيار الجميّل، جرى الحديث عن عودة أبو ناضر الى الكتائب وطُرح اسمه أميناً عاماً للحزب، إلا أنّ هذا لم يحصل، كاشفةً أنّ أبو ناضر سيعود اليوم الى ممارسة نشاطه الحزبي بصفته مستشاراً عاماً لرئيس الحزب. وتسأل المصادر عن مدى تقاطع هذا الموقع الجديد مع موقع الأمين العام للحزب الذي يشغله حالياً المحامي رفيق غانم، موضحة أنّ رئيس الكتائب، وفق نظام الحزب، يشرف على السياسة العامة ويعطي التوجّهات بالتعاون مع المكتب السياسي، فيما يتولّى الأمين العام مسؤولية تنظيم حركة الأقسام والأقاليم والمصالح والنقابات، علماً أنّ الرجل القوي في الكتائب اليوم هو الأمين العام المساعد باتريك ريشا، ويقتصر دور الأمين العام على التوقيع على القرارات.

لا ينفي أبو ناضر، وهو المتمرّس في العمل السياسيّ، نيّته الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة، بل لطالما شدّد في تصاريحه الإعلامية، على أنه لن يترك الساحة السياسية انطلاقا من ايمانه بالتغيير ومن مبدأ "المقاومة من أجل ما بدأنا به"، وفق تعبيره. وكان أبو ناضر قد أعلن في مقابلة معه، أنه، وبعدما خاض في الماضي الانتخابات مستقلاً، يفكر هذه الدورة جدّياً بأن يكون جزءاً من التحالفات السياسية التي ستحصل في مرحلة الانتخابات، بغية التمكّن من إيصال ما يطمح وفريقه إليه، من خلال العمل داخل المجلس النيابي.

وترى المصادر أنّ لعودة أبو ناضر إلى الكتائب قيمة رمزية أكثر منها انتخابية وشعبية، وتكمن في عودة فريق أساسي من قدامى القوات المؤيّدين لأبي ناضر، إلى المقرّ الرئيسيّ للكتائب. وهو ما قد يزعج رئيس القوات سمير جعجع، علماً أن الماكينة التنظيمية للقوات باتت اليوم مهمة جداً.

فهل سيكون لأبي ناضر دور في التأثير على الاصطفافات المسيحية وإيجاد توازن في القوى بين الكتائب والقوات؟ سؤالٌ نترك للأيام المقبلة الإجابة عنه.