مكب شرناي: أزمة نفايات في بلديات صور

حنان حمدان
الأحد   2017/11/19
هناك خطة لدى الاتحاد للوصول إلى صفر عوادم في المعمل (المدن)

يشكو أهالي منطقة صور وضواحيها من مكب نفايات شرناي وروائحه المنتشرة في كل مكان، لاسيما بعد بدء توسعته لطمر كميات إضافية من النفايات في الآونة الماضية. فتم شراء أراض محاذية، لكن صاحب أحد البساتين المجاورة اعترض، مع القوات الكورية، التي لديها مركز بالقرب من المطمر.

قصة المكب بدأت قبل عام ونصف تقريباً، بإتفاق تم بين بلدية برج الشمالي ومعمل عين بعال، يتضمن نقل نفايات بلدة برج الشمالي وتبلغ نحو 40 طناً يومياً بدل طمر 40 طناً من العوادم تنقل من المعمل إلى المكب.

في الأصل، تبلغ القدرة الاستيعابية لمعمل عين بعال 100 طن من النفايات يومياً. وبالنسبة إلى هذه الكمية، فإن 40 طناً من العوادم تصبح كمية كبيرة مقارنة مع تلك التي تمت معالجتها. هنا، يؤكد القيمون على المعمل أنه كان يستقبل نفايات تفوق قدرته الاستيعابية وتبلغ نحو 120 طناً. ما يرجح فرضية طمر نفايات غير معالجة في المكب، إضافة إلى العوادم، وفق ما يؤكد الأهالي أيضاً. يضيف الناشط حسن عطوي أن المعمل كان بدائياً. بالتالي، فإن آلية المعالجة لم تكن على الشكل المطلوب. ما يوضح حال النفايات ما قبل اقفال معمل عين بعال. لكن، ماذا بعد اقفاله في نهاية آب 2017؟

يقول المهندس جلال عبد علي، من اتحاد بلديات صور، إن "المعمل أقفل مؤقتاً، حين انتهى العقد مع المتعهد. وإلى حين الانتهاء من إعادة تأهيله وتطويره مطلع العام 2018، بزيادة قدرته الاستيعابية لتصبح 150 طناً يومياً وتطوير تقنية المعالجة فيه، فإن العقد قد توقف مع بلدية برج الشمالي". فماذا عن نفايات البلدات التي كانت تنقل نفاياتها إلى المعمل؟ وماذا يطمر في المكب منذ آب 2017؟

يجيب عبد علي أنه في هذه الأثناء تتولى كل بلدية مهمة معالجة نفاياتها بنفسها، وهي نحو 23 بلدة من أصل 55 بلدة في اتحاد بلديات صور، وهناك نية لدى بلدية برج الشمالي لإنشاء معمل جديد لمعالجة النفايات يكفي لبقية البلدات في الاتحاد.

أما بالنسبة إلى النفايات التي تطمر في المكب، فيقول رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب إنه منذ اقفال المعمل والمكب يستقبل كامل نفايات برج الشمالي ومدينة صور وتبلغ نحو 70 طناً يومياً، تطمر كما هي من دون أي معالجة. ويبرر ديب هذا الفعل بأنه كان أفضل الممكن للحؤول دون انتشار النفايات في الشوارع أو حرقها، لأن ليس للبلدية أي قدرة مالية على معالجة نفاياتها بنفسها. ويؤكد أن المكب مؤقت وليس دائماً، ولم تكن تتكبد البلدية أي أموال لقاء الطمر فيه، وهو سيقفل بعد حين.

لكن، ماذا بعد تشغيل المعمل من جديد، فهل سيكون المكب مطمراً للعوادم؟ يرد ديب أن لا مساحة جغرافية تسمح بتوسعة المطمر. وهناك خطة لدى الاتحاد للوصول إلى صفر عوادم في المعمل. بالتالي، لن يحتاج المعمل لطمر أي عوادم. والبلدية ستعاود معالجة نفاياتها في معمل عين بعال. يضيف: "النفايات مسؤولية كبيرة ولا يمكن أن تعالج إلا ضمن الاتحاد. وفي حال فشلت الحلول، فإننا سنسعى إلى إيجاد معمل خاص بنفاياتنا".

رأس العين مرة أخرى؟
هل يمكن القول إن مكب شرناي سيتحول إلى مكب رأس العين ثان؟

ينفي ديب هذه الفرضية، ويستبعدها الرافضون وجود المكب في المنطقة. إذ إن العقار ليس ملكاً للبلدية، بل عقار خاص للدكتور علي حديب وهو من أبناء المنطقة، وقد وافق على طمر النفايات فيه مقابل استصلاح أرضه. والمسؤول عن المكب يعمل لدى حديب. بالتالي، فإن حديب سيسترد عقاره في النهاية.

ويقول عطوي إنه كان أمام بلدية برج الشمالي بدائل، لكنها اختارت الحل الأسهل. فهي لم تبادر لإيجاد حل، كما فعلت بلدة خربة سلم بإنشائها معملاً لمعالجة النفايات. ولم تلتفت إلى التحذيرات الكثيرة، من تلوث المياه الجوفية والضرر على صحة أهالي المنطقة.