من هو خائن الحريري؟

باسكال بطرس
الخميس   2017/11/16
وزير الثقافة غرّد كاشفاً عمّا يخالجه من مشاعر تجاه من لم يسمّه (ريشار سمور)
انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدة لوزير الثقافة غطاس خوري، على حسابه في تويتر الخميس في 16 تشرين الثاني، تضمنت صورة تمثّل يهوذا الاسخريوطي، وهو يقبّل المسيح، علماً أن يهوذا هو التلميذ الذي خان "يسوع" وسلمه مقابل 30 قطعة فضة، لكنه ندم بعد ذلك وأعاد المال إلى اليهود قبل أن يقتل نفسه. وأرفق خوري الصورة بالعبارات التالية: "هذه اللوحة الليتورجية، قررتُ اهداءها إلى من كنت أعتبره صديقاً!! لعلّها ترشده في مهمّاته الجديدة".


هذا الاهداء المشبوه إلى "مستتر" أثار بطبيعة الحال اهتمام الرأي العام، فتوالت التعليقات وكثرت التساؤلات والتكهّنات والاتهامات في محاولة لكشف اللغز ومعرفة هوية الخائن. وقد رُبط الأمر باستقالة الرئيس سعد الحريري.


لا يشك أحد أن اتهام خوري لـ"من كان يعتبره صديقاً"، يرتبط بالاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة سعد الحريري من العاصمة السعودية الرياض، وما تسببت به من ارباك قل نظيره في الحياة السياسية اللبنانية، وما أعقبها من تحليلات وشائعات متناقضة تداولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل، طالت شخصيات من قوى 14 آذار، عرفت بتمايز موقفها عن الحريري في الآونة الماضية من جهة، وبعلاقتها المميزة بالسعودية وتواصلها الدائم مع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان.

وفي وقتٍ علّق البعض معتبراً أنّ خوري يقصد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رأى البعض الآخر أنه يلمّح الى الوزير السابق أشرف ريفي، فيما ردّ آخرون الاتهام إلى النائب السابق فارس سعيد. وفي هذا السياق، تمنى كثيرون على الحريري أن يعمد بعد عودته إلى لبنان، إلى "اعادة النظر بحلفائه الذين رسموا له فخاً عبر التحريض عليه في البلاط الملكي السعودي"، على حد تعبيرهم.

وزير الثقافة غرّد كاشفاً عمّا يخالجه من مشاعر تجاه من لم يسمّه، لعلّ الرسالة تصل إلى المعني بها، فأشعل مواقع التواصل تاركاً للناس كشف هوية من يعنيه، وانسحب رافضاً التحدّث بالموضوع والتوضيح أكثر.

غير أنّ مصادر مقرّبة من وزير الثقافة أكدّت لـ"المدن" أنّ تغريدة خوري هي ردّ واضح على سعيد، الذي كانت تجمعه به في السابق علاقة صداقة ولكنها تدهورت كثيراً أخيراً، في وقت إن العلاقة بين خوري وجعجع على أحسن ما يرام. ولفتت المصادر إلى اتصالات تمّت للجم التصعيد القائم بين سعيد وخوري، على اعتبار أن خروج الخلافات والتخبّط القائم إلى العلن أمر غير مفيد على الاطلاق، بل يندرج في سياق محاولة حزب الله "فرطعة الصفوف السيادية"، وادخالها في مزيد من المتاهات والمشاكل السياسية.

وسط هذه الأجواء، رجع البعض إلى حساب سعيد في تويتر، فوجد تغريدة منشورة مساء الجمعة، في 3 تشرين الثاني، قبل ساعات من إعلان الحريري استقالته، في 4 تشرين الثاني، وهي: "القيصر الثاني مسجون بحراسة 3 جنود بولشفيين في العام 1917. هكذا تنتهي أساطير السياسة". وضمّن سعيد تغريدته صورة للقيصر. وقد تم تداول صورة هذه التغريدة مع تساؤل عن "صدفة" استباقها إطلالة الحريري المفاجئة من الرياض (احتجازه).

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل كل هذه المعمعة القائمة: هل  تنتظر المملكة إيعازاً من "يهوذا"، أيا كان اسمه أو لونه أو شكله، ليملي عليها سياستها؟ هل المسألة في كل هذه البساطة والخفة؟


وسرعان ما جاء ردّ النائب سعيد متمنياً من "جميع المحبين عدم التدخل بينه وبين بيت الحريري". وقال عبر حسابه الخاص في تويتر: "السياسة عابرة".