الكهرباء السورية إلى بعلبك.. مغشوشة

لوسي بارسخيان
الجمعة   2017/10/20
الدولة تشتري الكهرباء من سوريا لسد حاجة النظام إلى السيولة (لوسي بارسخيان)

مع تقنين أو من دونه، كهرباء لبنان لا تصل إلى بعلبك منذ أكثر من شهر. والطاقة، التي تتوفر بإسم مؤسسة كهرباء لبنان لمحافظة بعلبك الهرمل، هي فعلاً طاقة سورية، تم استجرارها بناء على إتفاقيات معقودة سابقاً بين البلدين بواسطة خط قوته 120 ميغاوات، رُبط بالمحطة الموجودة في كساره، قبل أن تنقل إلى محافظة بعلبك- الهرمل، التي فصلت كلياً عن تغذية مؤسسة كهرباء لبنان. ليبدأ "فصل جديد من فصول الاستهتار بمصالح أبنائها".

فمنذ أكثر من شهر، يقول أهالي البلدات الممتدة على طول محافظة بعلبك- الهرمل، لم ينعموا بتغذية متواصلة من مؤسسة كهرباء لبنان. وبعدما كانوا قد برمجوا حياتهم على أساس ساعات التقنين المحددة سابقاً، صار انقطاع الكهرباء أرحم عليهم من توفرها بقوة توتر لا تتخطى 160 فولتاً، علماً أن النظام الكهربائي في لبنان مبرمج على أساس 220 فولتاً.

تتفاقم المشكلة كلما تم التوغل في عمق المحافظة، ليصبح الوضع مأسوياً بدءاً من اللبوة حتى الهرمل. عليه، توقف السكان عن استخدام الأجهزة الكهربائية، بعدما تعطل كثير منها، ولم يعد هناك إمكانية حتى لتشغيل مضخات المياه، سواء أكان لمياه الشفة أم للري، إلى أن ارتفعت الصرخة لتطالب بمعرفة السبب.

في بداية الأزمة، كما يقول رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس لـ"المدن"، كان منطق "التضليل" هو السائد. ومن التبريرات التي سمعها من قاموا بمراجعة مؤسسة كهرباء لبنان أن محطة التحويل الموجودة بشكل مؤقت في بعلبك، التي كانت تستخدم سابقاً للتعويض عن القوة المهدورة بسبب طول مسافة استجرار الكهرباء إلى المحافظة، بواسطة خط "حمد 66 ألفاً"، صارت قديمة جداً ومعرضة للأعطال، خصوصاً مع تزايد أعداد السكان.

لم يقنع التبرير المعنيين في بعلبك. إذ إن عدد السكان لم يتزايد بشكل مفاجئ، فيما الأعطال التي تحدث عنها المعنيون في المؤسسة، لم يكن لها أي تداعيات على التغذية حتى ما قبل تبدل مصدر التغذية.

كان لا بد أن يلجأ المعنيون إلى الخبراء، الذين توصلوا إلى استنتاجات علمية يلخصها رئيس بلدية بعلبك بوجود خلل في الترددات الواردة من سوريا. ما يؤدي إلى انخفاض في توتر الطاقة التي تصل إلى لبنان بقوة 170 فولتاً بدلاً من 220 فولتاً. بالتالي، مع مزيد من الخسارة الناتجة من ربط خط 120 ميغاوات الواصل من سوريا بخط "حمد 66 ألفاً"، كي تصل الطاقة إلى بعلبك، لم يعد تعويض الضعف ممكناً حتى من خلال محطة توليد "ايعات". ووفقاً لمهندسين اختصاصيين، كما يقول رئيس البلدية، "حصلت تجارب عدة لذلك، إلا أن المحطة لم تشتغل سوى لدقائق. وكانت في كل مرة تنفصل بشكل مفاجئ عن الشبكة. ما أصبح يهدد سلامة المحطة نفسها. ثم توقف تشغيلها نهائياً".

أمام هذا الواقع لم يكن لدى مؤسسة كهرباء لبنان، كما نقل عنها المراجعون، سوى جواب واحد، هو أن الاتصالات جارية مع الجانب السوري لتحسين نوعية التوتر، من دون أي نتيجة عملية حتى الآن. والأسوأ، كما يقول رئيس بلدية بعلبك، هو ما سمعه من أحدهم من محاولة لدفع أهالي المحافظة للسكوت عن الأمر الواقع، من خلال ايهامهم أن "الدولة تشتري الكهرباء من سوريا لسد حاجة النظام إلى السيولة"، مؤكداً أن "الأمور لا تسوى بهذه الطريقة. وهذا الاستهتار بمصالح أهلنا لن يمر. وما تم استجراره من سوريا فليحول إلى أي منطقة أخرى، ويعيدوا إلينا حصتنا السابقة، وإلا فإن الأمور ذاهبة إلى تصعيد".